هل يموت المهدي قبل عيسى

هل يموت المهدي قبل عيسى

مقدمة:

المهدي وعيسى بن مريم شخصيتان بارزتان في المعتقدات الإسلامية والمسيحية واليهودية. ويعتقد المسلمون أن المهدي سيظهر في آخر الزمان لإعادة العدل والسلام إلى العالم، بينما يعتقد المسيحيون أن عيسى سيأتي مرة أخرى لإنقاذ البشرية. وقد أثار ظهور المهدي الكثير من الجدل بين المسلمين، فهل يموت المهدي قبل عيسى أم لا؟ هذا ما سيتم مناقشته في هذا المقال.

1. الدلائل على موت المهدي قبل عيسى:

– الأحاديث النبوية: هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى موت المهدي قبل عيسى بن مريم. ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي من عترتي، من أهل بيتي، من ولد فاطمة». وهذا الحديث يدل على أن المهدي سينحدر من نسل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعيسى بن مريم ليس من نسل فاطمة.

– الآيات القرآنية: هناك بعض الآيات القرآنية التي تشير إلى موت المهدي قبل عيسى بن مريم. ومن هذه الآيات قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُونَ بِهَا وَاتَّبِعُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (الزخرف: 61). وهذه الآية تدل على أن ظهور المهدي سيكون علامة على اقتراب الساعة، بينما نزول عيسى بن مريم سيكون أحد أشراط الساعة.

– إجماع العلماء: اتفق جمهور العلماء على أن المهدي سيموت قبل عيسى بن مريم. ومن هؤلاء العلماء الإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام النووي وغيرهم.

2. الحكمة من موت المهدي قبل عيسى:

– إتمام الرسالة الإسلامية: إن موت المهدي قبل عيسى بن مريم هو حكمة إلهية لإتمام الرسالة الإسلامية. فالمهدي سيظهر ليقوم بدور الإمام العادل الذي ينشر العدل والسلام في العالم، بينما سيأتي عيسى بن مريم ليؤيد الرسالة الإسلامية ويكملها.

– اختبار الناس: إن موت المهدي قبل عيسى بن مريم هو اختبار من الله تعالى لعباده. فمن آمن بالمهدي واتبعه وعمل بأوامره فقد فاز برضا الله تعالى، ومن كفر به أو جحده أو لم يتبعه فقد خسر رضا الله تعالى.

– إظهار قدرة الله تعالى: إن موت المهدي قبل عيسى بن مريم هو إظهار لقدرة الله تعالى. فالله تعالى قادر على أن يرسل من يشاء متى يشاء، وقادر على أن يقبض من يشاء متى يشاء.

3. موقف أهل السنة والجماعة من المهدي:

– اعتقاد أهل السنة والجماعة: يعتقد أهل السنة والجماعة أن المهدي سيظهر في آخر الزمان وأنه سيكون من نسل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعتقدون أيضًا أنه سيحكم العالم بالعدل والسلام لمدة سبع سنين، ثم يموت قبل نزول عيسى بن مريم.

– أدلة أهل السنة والجماعة: يستدل أهل السنة والجماعة على اعتقادهم بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية وإجماع العلماء. ويعتبرون أن موت المهدي قبل عيسى بن مريم هو حكمة إلهية لإتمام الرسالة الإسلامية واختبار الناس وإظهار قدرة الله تعالى.

– رد أهل السنة والجماعة على المخالفين: يرد أهل السنة والجماعة على المخالفين الذين ينكرون وجود المهدي أو يزعمون أنه لم يمت بعد بأن هذه مزاعم باطلة لا أساس لها من الصحة. ويؤكدون أن الأحاديث النبوية والآيات القرآنية وإجماع العلماء تدل على أن المهدي سيظهر في آخر الزمان وسيحكم العالم بالعدل والسلام لمدة سبع سنين، ثم يموت قبل نزول عيسى بن مريم.

4. موقف الشيعة الإمامية من المهدي:

– اعتقاد الشيعة الإمامية: يعتقد الشيعة الإمامية أن المهدي هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، وأنه ولد في منتصف القرن الثالث الهجري وأنه لا يزال حيًا غائبًا. ويعتقدون أيضًا أنه سيظهر في آخر الزمان ويملأ الأرض عدلًا وسلامًا.

– أدلة الشيعة الإمامية: يستدل الشيعة الإمامية على اعتقادهم بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية. ويعتبرون أن غيبة المهدي هي حكمة إلهية لحمايته من أعدائه وإعداده للدور العظيم الذي سيقوم به في آخر الزمان.

– رد الشيعة الإمامية على المخالفين: يرد الشيعة الإمامية على المخالفين الذين ينكرون وجود المهدي أو يزعمون أنه مات بأن هذه مزاعم باطلة لا أساس لها من الصحة. ويؤكدون أن الأحاديث النبوية والآيات القرآنية تدل على أن المهدي موجود حي غائب وأنه سيظهر في آخر الزمان ويملأ الأرض عدلًا وسلامًا.

5. موقف الفرق الأخرى من المهدي:

– اعتقاد الفرق الأخرى: تختلف الفرق الأخرى في موقفها من المهدي. فبعض الفرق مثل الخوارج والمعتزلة تنكر وجود المهدي تمامًا. وبعض الفرق الأخرى مثل الصوفية تعتقد أن المهدي هو قطب أو ولي من أولياء الله تعالى.

– أدلة الفرق الأخرى: تستدل الفرق الأخرى على موقفها من المهدي بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية. ويعتبرون أن إنكار وجود المهدي أو اعتقاده بأنه قطب أو ولي من أولياء الله تعالى هو موافق للأدلة الشرعية.

– رد الفرق الأخرى على المخالفين: ترد الفرق الأخرى على المخالفين الذين يؤمنون بالمهدي بأن هذه مزاعم باطلة لا أساس لها من الصحة. ويؤكدون أن الأحاديث النبوية والآيات القرآنية تدل على إنكار وجود المهدي أو اعتقاده بأنه قطب أو ولي من أولياء الله تعالى.

6. الخلاف حول موت المهدي قبل عيسى:

– أسباب الخلاف: هناك عدة أسباب للخلاف حول موت المهدي قبل عيسى بن مريم. ومن هذه الأسباب اختلاف الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تتحدث عن المهدي وعيسى بن مريم، واختلاف اجتهاد العلماء في تفسير هذه الأحاديث والآيات.

– آثار الخلاف: أدى الخلاف حول موت المهدي قبل عيسى بن مريم إلى ظهور العديد من الفرق والمذاهب الإسلامية. ويعتبر هذا الخلاف أحد أهم أسباب الانقسام بين المسلمين.

– إمكانية حل الخلاف: يمكن حل الخلاف حول موت المهدي قبل عيسى بن مريم من خلال الحوار والنقاش الموضوعي بين العلماء والمفكرين المسلمين. ويجب أن يكون هذا الحوار والنقاش مبنيًا على الأدلة الشرعية الصحيحة وعلى احترام الرأي الآخر.

7. الخاتمة:

في الختام، فإن موت المهدي قبل عيسى بن مريم هو مسألة خلافية بين المسلمين. ويعتقد أهل السنة والجماعة أن المهدي سيظهر في آخر الزمان وسيحكم العالم بالعدل والسلام لمدة سبع سنين، ثم يموت قبل نزول عيسى بن مريم. بينما يعتقد الشيعة الإمامية أن المهدي هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت وأنه ولد في منتصف القرن الثالث الهجري وأنه لا يزال حيًا غائبًا وأنه سيظهر في آخر الزمان ويملأ الأرض عدلًا وسلامًا. وتختلف الفرق الأخرى في موقفها من المهدي فبعضها ينكر وجوده تمامًا وبعضها الآخر يعتقد أنه قطب أو ولي من أولياء الله تعالى.

أضف تعليق