والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما اعراب

والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما اعراب

مقدمة:

تُعتبر سورة الفرقان من السور المكّية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل هجرته إلى المدينة المنوّرة، وهي السورة الخامسة والعشرون في ترتيب المصحف الشريف، تتكون من سبعين آية، وتتناول مواضيع مختلفة منها: تثبيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإثبات وحدانية الله تعالى، والرد على المشركين الذين ينكرون البعث والنشور، وبيان صفات المؤمنين الحقيقيين الذين يتصفون بالعديد من الصفات الحسنة، ومن أبرز هذه الصفات التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة قوله: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ [الفرقان: 64].

الإعراب:

– والذين: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.

– يبيتون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الحركة المناسبة للساكن من الياء. والفاعل مستتر وجوبًا تقديره هم.

– لربهم: جار ومجرور متعلقان بيبيتون.

– سجدًا وقيامًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

صفات الذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا:

1. الإخلاص لله تعالى:

– يُخلصون العبادة لله تعالى وحده لا شريك له، ولا يجعلون مع الله إلهًا آخر.

– لا يطلبون من الله تعالى جزاءً ولا ثوابًا على عبادتهم، وإنما يعبدون الله تعالى محبةً له وخشيةً منه.

– يبتغون وجه الله تعالى في أقوالهم وأفعالهم، ويسعون إلى رضاه في كل ما يفعلون.

2. المراقبة لله تعالى:

– يراقبون الله تعالى في السر والعلن، ويحذرون من الوقوع في المعاصي والذنوب.

– يشعرون بحضور الله تعالى معهم في كل وقت ومكان، ويستحضرون عظمته وجلاله في قلوبهم.

– يخشون الله تعالى خشيةً عظيمة، ويخافون من سخطه وغضبه.

3. التواضع لله تعالى:

– يتواضعون لله تعالى، ولا يتكبرون عليه أبدًا.

– يعترفون بنعم الله تعالى عليهم، ويشكرونه عليها.

– لا يترفعون عن العبادات مهما كانت بسيطة، ويحرصون على أدائها على أكمل وجه.

4. الخشوع في العبادة:

– يخشعون في عبادتهم لله تعالى، ولا يلهون فيها.

– يتفكرون في معاني العبادات وأحكامها، ويستشعرون عظمة الله تعالى وجلاله أثناء أدائها.

– يقبلون على العبادات بروحانية عالية، ويتخلصون من كل ما يشغلهم عن الله تعالى.

5. الصبر والمثابرة:

– يصبرون على أداء العبادات مهما كانت شاقة عليهم، ولا يتكاسلون عنها.

– يثابرون على العبادات ولا يملون منها، ويحرصون على أدائها في أوقاتها المحددة.

– لا ييأسون من رحمة الله تعالى، ولا يتهاونون في أداء العبادات مهما كانت الظروف.

6. الشوق إلى الله تعالى:

– يتوقون إلى لقاء الله تعالى، ويشتاقون إلى جنته ونعيمها.

– يحبون الله تعالى حبًا شديدًا، ويحرصون على التقرب إليه بكل ما يرضيه.

– يتمنى لقاء الله تعالى في كل لحظة، ويسعون إلى رضاه بكل ما يفعلون.

7. استغفار الذنوب والتوبة إليها:

– يستغفرون الله تعالى من ذنوبهم وخطاياهم، ويتوبون إليها توبة نصوحًا.

– يندمون على ما اقترفوه من ذنوب، ويعزمون على عدم العودة إليها أبدًا.

– يلجؤون إلى الله تعالى في طلب المغفرة والرحمة، ويحسنون الظن به تعالى.

الخاتمة:

وختامًا، فإن الذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا هم من خيار عباد الله تعالى، الذين اتصفوا بأسمى الصفات وأرفع الأخلاق، وحرصوا على أداء العبادات على أكمل وجه، وتوكلوا على الله تعالى في كل أمورهم، ففازوا برضا الله تعالى ورحمته.

أضف تعليق