ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلو

ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلو

المقدمة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فإن شعائر الله تعالى لها منزلة عظيمة، وقد حثنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على تعظيمها، وأخبرنا أن تعظيمها من تقوى القلوب، قال تعالى: {مَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}

تعريف الشعائر:

الشعائر في اللغة: العلامات البارزة، أو الأمور الظاهرة التي تتميز بها الأمة عن سواها من الأمم، فهي العبادات الظاهرة التي تميز أصحاب الديانات عن بعضها البعض، كالصلاة والصيام والحج وغيرها.

أنواع الشعائر:

تتعدد أنواع الشعائر وتختلف باختلاف الأديان والثقافات، ومن أبرز أنواع الشعائر الدينية:

– شعائر العبادة: وهي العبادات التي يؤديها المؤمنون لربهم، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وهي من أهم الشعائر التي لها مكانة كبيرة في الإسلام.

– شعائر الشعوذة: وهي العبادات التي يؤديها المؤمنون لقوى خارقة للطبيعة، كالسحر والشعوذة والدجل، وهي من الشعائر المحرمة في الإسلام.

– شعائر الاجتماعية: وهي العبادات أو العادات التي يؤديها المؤمنون لتقوية الروابط الاجتماعية بينهم، كالتعاون والصدقة والمودة والتكافل، وهي من الشعائر المستحبة في الإسلام.

أهمية تعظيم الشعائر:

لتعظيم شعائر الله تعالى أهمية كبيرة، منها:

– تقوى القلوب: إن تعظيم شعائر الله تعالى يجعل القلب تقيًا، ويزيده إيمانًا وتقوى، قال تعالى: {مَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}

– إظهار العبودية: إن تعظيم شعائر الله تعالى يظهر العبودية لله تعالى، ويؤكد على أن الله تعالى هو الخالق الرازق، وهو المستحق للعبادة وحده دون سواه.

– توحيد المسلمين: إن تعظيم شعائر الله تعالى يوحّد المسلمين، ويجعلهم أمة واحدة متماسكة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}

كيفية تعظيم شعائر الله تعالى:

هناك عدة طرق لتعظيم شعائر الله تعالى، منها:

– أداء الشعائر على أكمل وجه: يجب على المسلم أن يؤدي الشعائر على أكمل وجه، وأن يتقنها ويحرص على أدائها على أكمل وجه، قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}

– إظهار الشعائر لله تعالى: يجب على المسلم أن يظهر الشعائر لله تعالى، وأن يظهرها للناس، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}

– الدعوة إلى الشعائر: يجب على المسلم أن يدعو الناس إلى الشعائر، وأن يشجعهم على أدائها، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}

الآثار الإيجابية لتعظيم الشعائر:

لتعظيم شعائر الله تعالى آثار إيجابية عديدة، منها:

– تقوى القلوب: قال تعالى: {مَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}

– دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”

– مغفرة الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”

الآثار السلبية لإهمال الشعائر:

إهمال شعائر الله تعالى له آثار سلبية عديدة، منها:

– ضعف الإيمان: قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}

– دخول النار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات ولم يحج ولم يعتمر فقد ترك ركنًا من أركان الإسلام”

– الحرمان من فضل الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إذا نظرت إليها سرّتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك”

الخاتمة:

إن تعظيم شعائر الله تعالى من الأمور العظيمة التي يجب على كل مسلم أن يحرص عليها، فإن في تعظيمها تقوى القلوب ودخول الجنة ومغفرة الذنوب، وإهمالها له آثار سلبية عديدة، منها ضعف الإيمان ودخول النار والحرمان من فضل الله تعالى. نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لتعظيم شعائره، وأن يجعلنا من المتقين الأبرار.

أضف تعليق