يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا

يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا

يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا

مقدمة:

يعد ذكر الله تعالى من أهم العبادات وأحبها إليه، وقد حثنا الله تعالى على ذكره في كثير من آيات القرآن الكريم، فقد قال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأحزاب:41]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:35].

1. فضل ذكر الله تعالى:

– إن ذكر الله تعالى يورث القلب السكينة والطمأنينة، فقد قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].

– إن ذكر الله تعالى يكفّر عن الذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” [البخاري ومسلم].

– إن ذكر الله تعالى يرفع الدرجات في الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب” [البخاري ومسلم].

2. أوقات ذكر الله تعالى:

– إن ذكر الله تعالى مستحب في جميع الأوقات، غير أن هناك أوقاتًا يفضل فيها الذكر أكثر من غيرها، ومن هذه الأوقات:

– عقب الصلوات المفروضة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال بعد كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثين مرة سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” [البخاري ومسلم].

– عند النوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يصبح” [البخاري ومسلم].

– عند الاستيقاظ من النوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يستيقظ من منامه: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور” [البخاري ومسلم].

3. أنواع ذكر الله تعالى:

– إن ذكر الله تعالى ينقسم إلى قسمين: ذكر بالقلب، وذكر باللسان.

– الذكر بالقلب هو تذكر الله تعالى في كل وقت وحين، وتفكّر في عظمته وجلاله، ورحمته وعبوديته.

– الذكر باللسان هو تلاوة القرآن الكريم، والتسبيح، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، والدعاء، وغيرها من الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

4. آداب ذكر الله تعالى:

– إن ذكر الله تعالى يجب أن يكون بحضور القلب، فإذا كان القلب غافلًا عن الذكر فإنه لا فائدة منه.

– يجب أن يكون الذكر بالخشوع والتذلل، لا بالرياء والتكبر.

– يجب أن يكون الذكر متناسبًا مع حال الشخص، فمن كان في حالة خوف أو حزن يكثر من الاستغفار، ومن كان في حالة فرح أو سرور يكثر من الحمد والشكر.

5. أهمية ذكر الله تعالى في حياة المسلم:

– إن ذكر الله تعالى يملأ حياة المسلم بالسكينة والطمأنينة، ويوقيه من الهم والحزن والقلق.

– إن ذكر الله تعالى يجعل المسلم دائمًا متذكرًا لله تعالى، ويجعله حريصًا على طاعته واجتناب معصيته.

– إن ذكر الله تعالى يزيد من إيمان المسلم وتقواه، ويجعله أقرب إلى الله تعالى.

6. فضل ذكر الله تعالى في الدنيا والآخرة:

– إن ذكر الله تعالى ييسر للمسلم أمور دنياه ويجعل حياته سعيدة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من ذكر الله تعالى في الرخاء ذكره في الشدة” [الترمذي].

– إن ذكر الله تعالى يثقل موازين المسلم يوم القيامة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ومجامعة أهلك صدقة” [البخاري ومسلم].

7. ذكر الله تعالى من أسباب دخول الجنة:

– إن ذكر الله تعالى من أسباب دخول الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، دخل الجنة” [البخاري ومسلم].

– إن ذكر الله تعالى يجعل المسلم من أهل الفردوس الأعلى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده في اليوم والليلة مائة مرة، بني له بيت في الجنة” [البخاري ومسلم].

الخاتمة:

إن ذكر الله تعالى من أهم العبادات وأحبها إليه، وهو من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فينبغي على المسلم أن يكثر من ذكر الله تعالى في جميع أوقاته وأحواله، وأن يجعل ذكره لله تعالى جزءًا لا يتجزأ من حياته.

أضف تعليق