عملية البحر الأحمر: المهمة السرية التي غيرت وجه الشرق الأوسط
مقدمة
عملية البحر الأحمر هي عملية سرية نفذتها الموساد الإسرائيلي في عام 1981 بهدف تدمير مفاعل نووي عراقي كان قيد الإنشاء بالقرب من بغداد. نجحت العملية في تحقيق هدفها، لكنها أثارت جدلاً واسعاً بسبب انتهاكها للقانون الدولي وتهديدها للاستقرار الإقليمي.
أسباب العملية
كانت هناك عدة أسباب دفعت إسرائيل لتنفيذ عملية البحر الأحمر، من أهمها:
الخطر النووي العراقي: كان العراق في ذلك الوقت في حرب مع إيران، وكان يخشى من أن تطور إيران أسلحة نووية لاستخدامها ضده. لذلك، بدأ العراق في بناء مفاعل نووي بالقرب من بغداد، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.
الدعم العراقي لمنظمات إرهابية: كان العراق يدعم بشكل علني منظمات إرهابية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجيش الأحمر الياباني، الأمر الذي شكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل.
العلاقات الوثيقة بين العراق والاتحاد السوفيتي: كان العراق في ذلك الوقت حليفًا وثيقًا للاتحاد السوفيتي، الذي كان العدو اللدود لإسرائيل. لذلك، كانت إسرائيل قلقة من أن يزود الاتحاد السوفيتي العراق بالتكنولوجيا النووية أو حتى بالأسلحة النووية.
التخطيط للعملية
بدأ التخطيط لعملية البحر الأحمر في عام 1979. وقد أشرف على العملية رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجين ووزير الدفاع عيزر وايزمان. تم اختيار فريق من نخبة عملاء الموساد لتنفيذ العملية، وتم تدريبهم بشكل مكثف على مدى عامين.
تنفيذ العملية
في 7 يونيو 1981، انطلقت طائرات حربية إسرائيلية من قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل متوجهة نحو العراق. وقد رافق الطائرات الحربية طائرات استطلاع وطائرات إنذار مبكر وطائرات تزويد بالوقود.
وصلت الطائرات الإسرائيلية إلى العراق في وقت متأخر من الليل، وتمكنت من تجنب الرادارات العراقية. وبعد تحليق لمدة ساعتين، وصلت الطائرات إلى موقع المفاعل النووي العراقي.
ألقى الطيارون الإسرائيليون قنابل على المفاعل النووي، مما أدى إلى تدميره بالكامل. وبعد ذلك، عادت الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها سالمة.
ردود الفعل على العملية
أثارت عملية البحر الأحمر جدلاً واسعاً في جميع أنحاء العالم. فقد أدانت الأمم المتحدة العملية واعتبرتها انتهاكًا للقانون الدولي. كما أدانت دول عربية وإسلامية العملية ووصفتها بأنها عمل عدواني.
أما إسرائيل فقد دافعت عن العملية، وقالت إنها كانت ضرورية لمنع العراق من امتلاك أسلحة نووية.
التداعيات
كانت عملية البحر الأحمر لها تداعيات كبيرة على المنطقة. فقد أدت العملية إلى توتر العلاقات بين إسرائيل والعراق، كما تسببت في تصعيد الصراع العربي الإسرائيلي.
كما أدت العملية إلى زيادة القلق الدولي بشأن انتشار الأسلحة النووية، ودفعت العديد من الدول إلى الدعوة إلى نزع السلاح النووي.
الخاتمة
عملية البحر الأحمر هي واحدة من أكثر العمليات السرية شهرة في التاريخ. وقد أثارت العملية جدلاً واسعاً بسبب انتهاكها للقانون الدولي وتداعياتها على المنطقة.