يُعد اسمرار الجلد حول الفم من المشاكل الجلدية الشائعة التي تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار والأعراق. يتجلى هذا الاسمرار في تغير لون الجلد حول الفم ليصبح أغمق من لون الجلد المحيط به، كما قد يكون مصحوبًا بتقشر الجلد أو الحكة أو الجفاف. في معظم الحالات، يكون اسمرار الجلد حول الفم غير ضار ويختفي من تلقاء نفسه بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يكون الاسمرار ناتجًا عن حالة طبية كامنة تتطلب العلاج.
أسباب اسمرار الجلد حول الفم
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اسمرار الجلد حول الفم، منها:
– التهاب الجلد التماسي: هو أحد أكثر أسباب اسمرار الجلد حول الفم شيوعًا. يحدث التهاب الجلد التماسي عندما يتلامس الجلد مع مادة مهيجة أو مسببة للحساسية، مثل بعض أنواع الصابون أو معجون الأسنان أو مستحضرات التجميل.
– التهاب الشفاه: قد يؤدي التهاب الشفاه، الناتج عن التعرض لأشعة الشمس أو الرياح أو البرد، إلى اسمرار الجلد حول الفم.
– فقر الدم: يمكن أن يؤدي نقص الحديد في الجسم إلى اسمرار الجلد حول الفم.
– مرض أديسون: وهو اضطراب نادر يؤدي إلى نقص إنتاج الكورتيزول في الجسم، مما قد يؤدي إلى اسمرار الجلد حول الفم.
– داء السكري: يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى اسمرار الجلد حول الفم.
– التغيرات الهرمونية: قد يؤدي الحمل أو الحيض أو انقطاع الطمث إلى اسمرار الجلد حول الفم.
– تناول بعض الأدوية: قد يكون اسمرار الجلد حول الفم من الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيميائي أو أدوية منع الحمل أو أدوية الصرع.
أعراض اسمرار الجلد حول الفم
عادةً ما يكون اسمرار الجلد حول الفم مصحوبًا بأحد أو أكثر من الأعراض التالية:
– تقشر الجلد: قد يتقشر الجلد حول الفم، مما قد يؤدي إلى الشعور بالحكة أو الجفاف.
– الحكة: قد يشعر المصاب بالحكة حول الفم، خاصةً عند التعرق أو التعرض للحرارة.
– الجفاف: قد يصبح الجلد حول الفم جافًا ومتقشرًا.
– التورم: قد يتورم الجلد حول الفم، مما قد يجعل الفم يبدو أكبر من المعتاد.
– الشقوق: قد يتشقق الجلد حول الفم، مما قد يؤدي إلى النزيف أو الألم.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
في معظم الحالات، لا يتطلب اسمرار الجلد حول الفم علاجًا طبيًا ويختفي من تلقاء نفسه بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
– إذا استمر الاسمرار لأكثر من أسبوعين.
– إذا كان الاسمرار مصحوبًا بتقشر الجلد أو الحكة أو الجفاف الشديد.
– إذا تصدع الجلد حول الفم أو نزف.
– إذا كان الاسمرار مصحوبًا بألم أو تورم.
– إذا كان الاسمرار ناتجًا عن تناول دواء معين.
تشخيص اسمرار الجلد حول الفم
سيقوم الطبيب بتشخيص اسمرار الجلد حول الفم من خلال الفحص البدني والأسئلة التالية:
– منذ متى بدأ الاسمرار؟
– هل توجد أعراض أخرى، مثل الحكة أو الجفاف أو التقشر؟
– هل استخدمت أي منتجات جديدة للعناية بالبشرة مؤخرًا؟
– هل تتناول أي أدوية جديدة؟
– هل لديك أي تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الجلد؟
قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات، مثل اختبارات الدم أو اختبارات الحساسية، لتحديد السبب الكامن وراء اسمرار الجلد حول الفم.
علاج اسمرار الجلد حول الفم
يعتمد علاج اسمرار الجلد حول الفم على السبب الكامن وراءه. فإذا كان الاسمرار ناتجًا عن التهاب الجلد التماسي، فقد يوصي الطبيب باستعمال مرهم مضاد للالتهابات أو مضادات الهيستامين. أما إذا كان الاسمرار ناتجًا عن نقص الحديد، فقد يوصي الطبيب بتناول مكملات الحديد. وفي حال كان الاسمرار ناتجًا عن دواء معين، فقد يوصي الطبيب بتغيير الدواء أو تعديل الجرعة.
الوقاية من اسمرار الجلد حول الفم
يمكن الوقاية من اسمرار الجلد حول الفم باتباع النصائح التالية:
– تجنب استخدام المنتجات الجلدية المهيجة أو التي تسبب الحساسية.
– استخدام واقي الشمس يوميًا، حتى في الأيام الملبدة بالغيوم.
– شرب الكثير من الماء والبقاء رطبًا.
– اتباع نظام غذائي صحي غني بالحديد.
– الابتعاد عن التدخين.
– مراجعة الطبيب في حال ظهور أي تغيرات في لون الجلد حول الفم.
الخلاصة
اسمرار الجلد حول الفم هو مشكلة جلدية شائعة يمكن أن تحدث لأسباب مختلفة. في معظم الحالات، يكون الاسمرار غير ضار ويختفي من تلقاء نفسه بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يكون الاسمرار ناتجًا عن حالة طبية كامنة تتطلب العلاج. إذا كنت تعاني من اسمرار الجلد حول الفم، فاستشر طبيبك لتحديد السبب الكامن وراءه والحصول على العلاج المناسب.