اشعار عن السعادة

مقدمة

تُعتبر السعادة إحدى المشاعر الإنسانية الأساسية التي يسعى إليها جميع البشر، وهي حالة من الرضا والهناء الداخلي، ويمكن التعبير عنها من خلال الابتسامة، أو الضحك، أو الترنم بالأشعار. وترتبط السعادة بالعديد من العوامل، مثل الصحة الجيدة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والعلاقات الاجتماعية الداعمة، وغيرها من العوامل. وتُعتبر الأشعار أحد أهم الوسائل التي يستخدمها الشعراء للتعبير عن مشاعرهم، بما في ذلك السعادة.

السعادة في أشعار المتنبي:

– كتب المتنبي العديد من القصائد التي عبر فيها عن سعادته، مثل قصيدته التي يقول فيها:

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

وأنشدتني الطير التي في أفانــــينها وكانت عُميًا قبل ذلك فبصرت

– وتُعتبر قصيدة “السعادة” من أشهر قصائد المتنبي في هذا المجال، حيث يقول فيها:

السعادة للإنسان غاية مطلب ومنها بداءة كل ما يرتجى

فلا تطلبن إلا السعادة إنها أحق من المال والجاه والبنين

– ومن أشهر أبيات المتنبي التي قالها عن السعادة:

إذا ما خلوت النفس لم يبق فيها سوى أنها أنيقة السعادة

وإن النفس بعد الكون كانت لذيذة فكيف لها أن لا تكون سعيدة

السعادة في أشعار أبي تمام:

– عبر أبو تمام عن سعادته في العديد من قصائده، مثل قصيدته التي يقول فيها:

لقد حزت دنيا لا فنا فيها ولا زوال ولا سقما ولا نكدا ولا سهما ولا نصبا

ولا ذلة فيها ولا مذلة ولا رهب ولا وحشة فيها ولا قسوة ولا حربا

– وقال في قصيدة أخرى:

ألا يا نفس صبراً أنت قد علمت أن طول العمر في الدنيا يمل إليك طول الدهر

وقد ضحكت أياماً عليها فاصبري اليوم يض حكك الدهر فيها إنما الدهر للدول

– ومن أشهر أبيات أبي تمام التي قالها عن السعادة:

وكم بين لذات الحياة ومرها قعودك بين الغانيات السواحر

فما أنت إلا زائر فلتمتع بصحة نفس في صدور الزواهر

السعادة في أشعار ابن الرومي:

– كتب ابن الرومي العديد من القصائد التي عبر فيها عن سعادته، مثل قصيدته التي يقول فيها:

وكم نالني دون النجوم و لم يكن إلى نيلها دنو ولا أمل كبير

فإن كان هذا حظ من كان شاعرا فما بال أحوال الخلائق غيري؟

– وقال في قصيدة أخرى:

ولم أر في الدنيا امرأ يستحقها فلا عيش إلا عيشة النفس حرة

ولا خير إلا في شريف ومحتشم يحوط على عرض يزينه دهره

– ومن أشهر أبيات ابن الرومي التي قالها عن السعادة:

من كان يسعى سعينا هذا ينله لكنما همه الدنيا وأسبابها

لولا لقاء الأحبة ثم فراقهم ما لذ لي عيش ولا رغبت في صحبي

السعادة في أشعار المتوكل الليثي:

– كتب المتوكل الليثي العديد من القصائد التي عبر فيها عن سعادته، مثل قصيدته التي يقول فيها:

يقولون لي شيب الرأس قد أتى فقلت لهم أعن فقد الشباب أساءلوني

أنا في الشباب وفي كهولتي وفي الهرم وحسن الشبيبة أن ترى محسونا

– ومن أبيات المتوكل الليثي الشهيرة عن السعادة:

أنا بعد الشباب في كهولة متّصل أو بعد الكهولة في شباب مقيم

ما عيبتني الأيام من حيث رأيتها ولم أكن يوماً بها وبأهلها ظالما

السعادة في أشعار البحتري:

– كتب البحتري العديد من القصائد التي عبر فيها عن سعادته، مثل قصيدته التي يقول فيها:

إني وإن كان النوى بيننا سوف أوافيك بمذحاجي غدا

فيهن أحسن ما يكون على ما كان من ميل الهوى وعجابتي

– ومن أبيات البحتري الشهيرة عن السعادة:

أصحابي إذا ما الدهر أحدق بالفتى وحال له في شدة من نواحيه

فأنتم قواطع ذلته فلذلكم بصرف الليالي قد تفرد (ناصحه)

السعادة في أشعار أبي نواس:

– كتب أبو نواس العديد من القصائد التي عبر فيها عن سعادته، مثل قصيدته التي يقول فيها:

خليلي ما أجنت عليكم ذنوبي ولذاتي من ذنب أحد سوانا

ولم أتجن بما كسبت عقوبتي فلا تبلغك من شتمي (شجانا)

– ومن أبيات أبي نواس الشهيرة عن السعادة:

ولو لم يكن في الكأس إلا صفائها وأن لا يرى فيها خيال لشارب

وكانت سلافاً فذاك غناؤها وأن شابها ماء فحسبك شاريبا

السعادة في أشعار ابن المعتز:

– كتب ابن المعتز العديد من القصائد التي عبر فيها عن سعادته، مثل قصيدته التي يقول فيها:

قد نلت ما تمنيت من ملك ومن مال فليتني في نعمة من غير ما نــكد

إني لأخشى أن يكون وراء هذا أسفى على ما خفت منه حين لم يوجد

– ومن أبيات ابن المعتز الشهيرة عن السعادة:

واصبر على ما نابه إن المحن أبداً يعقبنها بالفرج دوم النوائب

ما فاز بالدنيا امرؤ إلا بأن صبر وما نجا من حادثات الدار غالب

الخاتمة

تُعتبر السعادة أحد أهم المشاعر الإنسانية التي يسعى إليها جميع البشر، وهي حالة من الرضا والهناء الداخلي. وقد عبر العديد من الشعراء عن سعادتهم في أشعارهم، مثل المتنبي، وأبو تمام، وابن الرومي، والمتوكل الليثي، والبحتري، وأبو نواس، وابن المعتز. وهذه الأشعار تُعتبر أحد أهم المصادر التي يمكن الرجوع إليها لفهم مشاعر السعادة وكيفية الوصول إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *