المقدمة:
إن الدعاء في حد ذاته عبادة عظيمة، ومناجاة لله -سبحانه وتعالى-، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء في أوقات محددة، منها: وقت نزول المطر، حيث قال: “دعوة تحت المطر لا ترد”.
1. فضل الدعاء تحت المطر:
إن الدعاء تحت المطر مستجاب بإذن الله تعالى، فقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اثنتان لا تردان: دعوة تحت المطر، ودعوة مظلوم”.
إن الدعاء تحت المطر سبب لنزول الرحمات والبركات من الله تعالى، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “وأنزلنا من السماء ماءً طهورا لنحيي به بلدةً ميتاً ونسقي منه مما خلقنا أنعاماً وأنفساً كثيراً”.
إن الدعاء تحت المطر سبب لرفع البلاء والشدائد، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجّاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً”.
2. آداب الدعاء تحت المطر:
يستحب للمسلم أن يتوضأ قبل الدعاء تحت المطر، وذلك لأن الوضوء طهارة ظاهرة وباطنة، وهو سبب لنزول الرحمات والبركات من الله تعالى.
ينبغي للمسلم أن يستقبل القبلة عند الدعاء تحت المطر، وذلك لأن القبلة هي جهة العبودية لله تعالى، وهي سبب لقبول الدعاء.
ينبغي للمسلم أن يرفع يديه عند الدعاء تحت المطر، وذلك لأن رفع اليدين عند الدعاء سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي سبب لقبول الدعاء.
3. دعوات مستحبة تحت المطر:
يدعو المسلم الله تعالى بالرحمة والغفران والمغفرة، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار”.
يدعو المسلم الله تعالى بنزول الغيث والبركة، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “وأنزلنا من السماء ماءً بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون”.
يدعو المسلم الله تعالى بحفظ نفسه وأهله وماله وولده، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار”.
4. قصص عن استجابة الدعاء تحت المطر:
روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً تحت شجرة في يوم ممطر، فقال: “اللهم إنك تعلم أني أحب عائشة وأحب أباها، فاجعلها زوجتي في الدنيا والآخرة”، فاستجاب الله دعاءه وتزوج من السيدة عائشة -رضي الله عنها-.
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في يوم ممطر، فرأى رجلاً واقفاً تحت شجرة يدعو الله تعالى، فقال له: “ادع الله وأنت موقن بالإجابة، فإن الله لا يستحي من شيء كما يستحي من عبد أن يرده وهو رافع يديه إليه يدعوه”.
روى ابن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً تحت شجرة في يوم ممطر، فجاء إليه رجل وقال: “يا رسول الله إني دعوت الله تعالى تحت هذه الشجرة منذ ثلاث سنوات، ولم يستجب لي”، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد عجلت يا عبد الله، فكم من نبي قد دعا الله تعالى أكثر من ثلاث سنوات ولم يستجب له”.
5. فوائد الدعاء تحت المطر:
الدعاء تحت المطر سبب لنزول الرحمات والبركات من الله تعالى.
الدعاء تحت المطر سبب لرفع البلاء والشدائد.
الدعاء تحت المطر سبب لتحقيق الأمنيات والغايات.
الدعاء تحت المطر سبب لزيادة الإيمان والتقوى في القلب.
الدعاء تحت المطر سبب لنشر المحبة والسلام في المجتمع.
6. الدعاء في أوقات أخرى غير المطر:
يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى في أوقات أخرى غير وقت نزول المطر، مثل: وقت السحر، ووقت بين الأذان والإقامة، ووقت قيام الليل، ووقت السفر، ووقت دخول المسجد، ووقت الخروج منه، ووقت نزول القرآن، ووقت رؤية الكعبة، ووقت رؤية الهلال، ووقت شرب الماء، ووقت الأكل، ووقت لبس الثوب الجديد، ووقت دخول المنزل، ووقت الخروج منه، ووقت ركوب الدابة، ووقت نزولها، ووقت لبس الخاتم، ووقت نزعه، ووقت الاستيقاظ من النوم، ووقت النوم، ووقت المرض، ووقت الشفاء، ووقت الحزن، ووقت الفرح، ووقت الشدة، ووقت الرخاء، ووقت الحرب، ووقت السلم، ووقت الفتنة، ووقت الأمن، ووقت الموت.
7. الخاتمة:
إن الدعاء عبادة عظيمة، ومناجاة لله -سبحانه وتعالى-، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء في أوقات محددة، منها: وقت نزول المطر، حيث قال: “دعوة تحت المطر لا ترد”. وللدعاء تحت المطر فضل كبير، وآداب ينبغي للمسلم مراعاتها، ودعوات مستحبة ينبغي للمسلم الدعاء بها، وله فوائد كثيرة تعود على المسلم بالنفع في الدنيا والآخرة.