الدعاء في الطواف مستجاب
مقدمة
يعتبر الطواف حول الكعبة المشرفة من أهم أركان العمرة والحج، وهو من العبادات التي لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة العديد من الأحاديث التي تحث على الدعاء في الطواف، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى جعل في الطواف سبعين ألف ملك، يستغفرون لمن يطوفون، ويصلون عليهم”، وقال أيضا: “إذا مررت بالحجر الأسود فاستلمه وقبِّله، فإنك إن تركته لم تستلم إلا يداً واحدة”.
أسباب استجابة الدعاء في الطواف
1. مكانة الطواف عند الله تعالى: الطواف حول الكعبة المشرفة هو أحد أكثر العبادات قربى إلى الله تعالى، وهو من الأعمال التي يُتقرب بها إليه سبحانه وتعالى، ولهذا السبب فإن الدعاء في الطواف يكون أكثر استجابةً من الدعاء في غيره من الأماكن.
2. وجود الملائكة في الطواف: يوجد في الطواف سبعون ألف ملك يستغفرون لمن يطوفون، ويصلون عليهم، وهذا من فضل الله تعالى على عباده، حيث جعل الملائكة شفعاء لهم عند الدعاء.
3. تذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: عند الطواف حول الكعبة المشرفة، يتذكر المسلمون النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويسيرون على نهجه، وهذا من أسباب استجابة الدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى صلاةً في مقامي هذا، ثم دعا بها، استجيب له”.
4. الإحسان إلى النفس: الطواف حول الكعبة المشرفة يعتبر نوعاً من الإحسان إلى النفس، وذلك لأن الطواف يخلص المسلم من الذنوب والخطايا، ويجعله يشعر بالراحة والطمأنينة، وهذا من شأنه أن يجعل الدعاء أكثر استجابةً.
5. إخلاص النية: يجب أن يكون الداعي مخلصا في نيته عند الدعاء في الطواف، وأن يكون هدفه التقرب إلى الله تعالى فقط، لا الرياء أو السمعة، وهذا من شأنه أن يجعل الدعاء أكثر استجابةً.
6. الدعاء بمنتهى الأدب: يجب أن يدعو المسلم في الطواف بمنتهى الأدب والخشوع، ولا يكون صوته مرتفعاً أو متعجلاً، وهذا من شأنه أن يجعل الدعاء أكثر استجابةً.
7. الدعاء بدعوات مأثورة: ورد في السنة النبوية المطهرة العديد من الدعوات المأثورة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها في الطواف، ومن هذه الدعوات: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، “اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي، أنت التواب الرحيم”، “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً”.
آداب الدعاء في الطواف
1. استقبال القبلة: يجب على الداعي أن يستقبل القبلة عند الدعاء في الطواف، وذلك لأن الاستقبال إلى القبلة من السنة في جميع أنواع الدعاء، وليس في الطواف فقط.
2. رفع اليدين: يستحب رفع اليدين عند الدعاء في الطواف، وذلك اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يرفع يديه عند الدعاء.
3. الدعاء بصوت مسموع: يستحب أن يكون صوت الداعي مسموعاً عند الدعاء في الطواف، وذلك لكي يسمع نفسه ويتيقن من دعائه، ولإظهار الخشوع والرجاء عند الدعاء.
4. الإكثار من الدعاء: لا حرج في الإكثار من الدعاء في الطواف، بل إنه من المستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، خاصة في الأوقات الفاضلة مثل أوقات الطواف.
5. التضرع والخشوع: يجب على الداعي أن يكون متضرعاً وخاشعاً عند الدعاء في الطواف، وذلك لكي تنزل السكينة على قلبه، ويكون أكثر خشوعاً عند الدعاء.
6. الدعاء بما فيه الخير: يجب أن يدعو المسلم بما فيه الخير له ولغيره عند الدعاء في الطواف، ولا يجوز الدعاء بما فيه شر أو ضرر لأحد.
7. الثقة بالإجابة: يجب أن يكون الداعي واثقاً من إجابة دعائه، وذلك لأن الله تعالى وعد عباده بالإجابة، فقال سبحانه وتعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.
دعوات مأثورة في الطواف
1. دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”.
2. دعاء سيدنا موسى عليه السلام: “رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم”.
3. دعاء سيدنا سليمان عليه السلام: “رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب”.
4. دعاء سيدنا عيسى عليه السلام: “ربي أسألك بما دعاك به إبراهيم خليلك إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي”.
5. دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم”.
ختاماً
إن الدعاء في الطواف من العبادات المستحبة التي لها فضل عظيم عند الله تعالى، ويجب على المسلم أن يغتنم هذه الفرصة ويدعو الله تعالى بما فيه الخير له ولغيره، وأن يكون واثقاً من إجابة دعائه، فالله تعالى وعد عباده بالإجابة، فقال سبحانه وتعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.