العصر العباسي الأول شوقي ضيف pdf
مقدمة
العصر العباسي الأول هو أحد أكثر العصور الإسلامية ازدهارًا وتألقًا، وقد امتد من عام 132هـ إلى عام 232هـ، وشهد هذا العصر ظهور العديد من الخلفاء العظام والقادة العسكريين والعلماء والفنانين الذين ساهموا في بناء حضارة عظيمة امتدت من حدود الصين شرقًا إلى حدود الأندلس غربًا.
الازدهار العلمي والأدبي
شهد العصر العباسي الأول ازدهارًا علميًا وأدبيًا كبيرًا، حيث ظهر العديد من العلماء والمفكرين الذين ساهموا في تطوير مختلف العلوم والمعارف، ومن أبرز هؤلاء العلماء:
ابن سينا: وهو أحد أشهر الأطباء والفلاسفة في التاريخ، وقد ألف العديد من الكتب المهمة في الطب والفلسفة، مثل كتاب “القانون في الطب” وكتاب “الإشارات والتنبيهات”.
الكندي: وهو عالم وفيلسوف عربي، وقد ألف العديد من الكتب في الفلسفة والمنطق والموسيقى، مثل كتاب “رسالة في العقل” وكتاب “رسالة في الموسيقى”.
الفارابي: وهو عالم وفيلسوف عربي، وقد ألف العديد من الكتب في الفلسفة والمنطق والموسيقى، مثل كتاب “آراء أهل المدينة الفاضلة” وكتاب “كتاب الموسيقى الكبير”.
كما ظهر في هذا العصر العديد من الأدباء والشعراء، ومن أبرزهم:
أبو نواس: وهو أحد أشهر الشعراء العرب، وقد اشتهر بشعره الغزلي والخمر، ومن أشهر قصائده قصيدة “الخمر” وقصيدة “غناء البنات”.
بشار بن برد: وهو شاعر عربي، وقد اشتهر بشعره الهجائي والخمري، ومن أشهر قصائده قصيدة “مدح الخمر” وقصيدة “هجاء الزمان”.
أبو تمام: وهو شاعر عربي، وقد اشتهر بشعره الحماسي، ومن أشهر قصائده قصيدة “الفتح” وقصيدة “اللص”.
النهضة العمرانية
شهد العصر العباسي الأول نهضة عمرانية كبيرة، حيث تم بناء العديد من المدن والقصور والمساجد، ومن أبرز هذه المدن:
بغداد: وهي العاصمة العباسية، وقد تم بناؤها عام 145هـ، وقد أصبحت مركزًا مهمًا للتجارة والثقافة والعلم.
سامراء: وهي مدينة تقع على ضفاف نهر دجلة، وقد تم بناؤها عام 221هـ، وقد أصبحت عاصمة للعباسيين بعد بغداد.
مدينة المنصورية: وهي مدينة تقع بالقرب من بغداد، وقد تم بناؤها عام 145هـ، وقد كانت مقرًا للخليفة العباسي المنصور.
كما تم بناء العديد من المساجد المهمة في هذا العصر، ومن أبرز هذه المساجد:
المسجد الأموي الكبير: وهو أحد أكبر المساجد في العالم، وقد تم بناؤه في مدينة دمشق عام 132هـ.
المسجد العتيق: وهو أحد أقدم المساجد في تونس، وقد تم بناؤه عام 144هـ.
الجامع الكبير في مدينة القيروان: وهو أحد أكبر المساجد في شمال إفريقيا، وقد تم بناؤه عام 158هـ.
التوسع العسكري
شهد العصر العباسي الأول توسعًا عسكريًا كبيرًا، حيث تمكن العباسيون من فتح العديد من الأراضي الجديدة، ومن أبرز هذه الأراضي:
الأندلس: وهي شبه الجزيرة الأيبيرية، وقد تم فتحها عام 711م.
المغرب: وقد تم فتحه عام 705م.
أفغانستان: وقد تم فتحها عام 706م.
الهند: وقد تم فتحها عام 712م.
الصين: وقد تم فتحها عام 714م.
الحياة الاجتماعية والاقتصادية
كانت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في العصر العباسي الأول مزدهرة، حيث انتشر التجارة والصناعة والزراعة، كما ظهرت العديد من الطبقات الاجتماعية المختلفة، ومن أبرز هذه الطبقات:
طبقة الخلفاء والأمراء: وهي الطبقة الحاكمة، وقد تمتع أفرادها بالسلطة والثروة.
طبقة العلماء والفقهاء: وهي طبقة مثقفة ومتعلمة، وقد لعبت دورًا مهمًا في نشر العلم والمعرفة.
طبقة التجار والصناع: وهي طبقة ثرية ومؤثرة، وقد ساهمت في تنمية الاقتصاد.
طبقة الفلاحين: وهي الطبقة الأكبر في المجتمع، وقد عملت في الزراعة وتربية المواشي.
العلاقات الخارجية
كان العباسيون على علاقات جيدة مع العديد من الدول المجاورة، ومن أبرز هذه الدول:
الدولة البيزنطية: وهي دولة مسيحية تقع في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد كانت العلاقة بين العباسيين والبيزنطيين علاقة متوترة في بعض الأحيان وودية في أحيان أخرى.
الدولة الأموية في الأندلس: وهي دولة إسلامية تقع في شبه الجزيرة الأيبيرية، وقد كانت العلاقة بين العباسيين والأمويين علاقة متوترة في بعض الأحيان وودية في أحيان أخرى.
الدولة الصينية: وهي دولة وثنية تقع في شرق آسيا، وقد كانت العلاقة بين العباسيين والصينيين علاقة جيدة في معظم الأحيان.
الخاتمة
كان العصر العباسي الأول عصرًا مزدهرًا وتألقًا في تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث شهد هذا العصر ازدهارًا علميًا وأدبيًا ونهضة عمرانية وتوسعًا عسكريًا، كما كانت الحياة الاجتماعية والاقتصادية مزدهرة، وكانت العلاقات الخارجية جيدة مع العديد من الدول المجاورة.