اللهم أنبته نباتاً حسناً وارزقني بره
المقدمة:
الدعاء هو جوهر العبادة، وهو الوسيلة التي يتواصل بها العبد مع ربه، ويسأله تحقيق حاجاته وتلبية رغباته. ومن أهم الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة دعاء “اللهم أنبته نباتاً حسناً وارزقني بره”، وهو دعاء يكثر ترديده من قبل المزارعين وأصحاب البساتين، لما فيه من خير وبركة على الزرع والثمار.
أولاً: فضل الدعاء:
روى الإمام ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء مخ العبادة”. وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض”.
ثانياً: شروط قبول الدعاء:
1. الإخلاص في الدعاء: يجب أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، فلا يشوبه أي شرك أو رياء أو طلب مدح الناس.
2. اليقين بالإجابة: يجب أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه، فلا ييأس أو يقنط من رحمة الله.
3. حضور القلب: يجب أن يكون الداعي حاضر القلب أثناء دعائه، فلا يشتت ذهنه أو ينشغل بأمور أخرى.
4. رفع الصوت بالدعاء: يستحب رفع الصوت بالدعاء، خاصة في الأوقات الفاضلة، مثل الثلث الأخير من الليل، وعند السجود، وعند هطول المطر.
ثالثاً: آداب الدعاء:
1. البدء بالحمد والثناء على الله تعالى: يجب أن يبدأ الداعي دعاءه بالحمد والثناء على الله تعالى، وشكره على نعمه الظاهرة والباطنة.
2. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: يستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعاء وفي نهايته.
3. التضرع والتذلل لله تعالى: يجب أن يكون الداعي متضرعاً ومتذللاً لله تعالى، ويبين له حاجته وضعفه.
4. الدعاء بالتواضع والخشوع: يجب أن يكون الداعي متواضعاً وخشوعاً لله تعالى، فلا يستكبر أو يتجبر في دعائه.
5. الدعاء بأسماء الله الحسنى: يستحب الدعاء بأسماء الله الحسنى، لأنها أبلغ في التأثير وأقرب للإجابة.
رابعاً: أوقات الدعاء:
1. وقت السحر: يعد وقت السحر من أفضل الأوقات للإجابة على الدعاء، حيث يكون العبد أقرب إلى الله تعالى، ويكون قلبه أكثر صفاءً وخشوعاً.
2. وقت هطول المطر: يعد وقت هطول المطر من الأوقات المباركة التي يستحب فيها الدعاء، لأنها أوقات رحمة وعطاء من الله تعالى.
3. وقت السجود: يعد وقت السجود من أفضل الأوقات للإجابة على الدعاء، لأن العبد يكون فيه أقرب ما يكون إلى ربه.
4. يوم الجمعة: يعد يوم الجمعة من أفضل الأيام للإجابة على الدعاء، خاصة في ساعة الإجابة، وهي الساعة التي تقع بين صلاة العصر وغروب الشمس.
5. شهر رمضان: يعد شهر رمضان من أفضل الشهور للإجابة على الدعاء، خاصة في ليلة القدر، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم.
خامساً: صيغة الدعاء:
وردت عدة صيغ في السنة النبوية الشريفة للدعاء بأن ينبت الله الزرع نباتاً حسناً ويرزق صاحبه بره، ومن هذه الصيغ:
1. “اللهم أنبته نباتاً حسناً وارزقني بره”.
2. “اللهم بارك لنا في زرعنا وارزقنا من بركته”.
3. “اللهم أنبت هذه البذور نباتاً طيباً مباركاً، وارزقنا من ثماره”.
سادساً: فوائد الدعاء:
للدعاء فوائد عديدة تعود على الداعي بالخير والبركة، ومن هذه الفوائد:
1. استجابة الدعاء: إن الدعاء سبب أساسي في استجابة الله تعالى لحاجات عباده وتلبية رغباتهم.
2. جلب الرزق والبركة: إن الدعاء سبب في جلب الرزق والبركة على الداعي وأهله وماله.
3. دفع البلاء والشر: إن الدعاء سبب في دفع البلاء والشر عن الداعي وأهله وماله.
الخاتمة:
الدعاء هو سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض، وهو سبب أساسي في استجابة الله تعالى لحاجات عباده وتلبية رغباتهم. ومن أفضل الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة دعاء “اللهم أنبته نباتاً حسناً وارزقني بره”، وهو دعاء يكثر ترديده من قبل المزارعين وأصحاب البساتين، لما فيه من خير وبركة على الزرع والثمار.