اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن أعظم ما يمكن أن يردده الإنسان على لسانه هو قول: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت”، فهذه العبارة تجمع بين الاعتقاد الصحيح والتوكل الكامل على الله تعالى، وهي من أفضل ما يمكن أن يقال في الدعاء والتضرع لله تعالى، وفي هذا المقال سنتحدث عن معاني هذه العبارة وفضلها وكيفية تحقيقها في حياتنا.

1. وحدانية الله تعالى:

الاعتقاد بوحدانية الله تعالى هو أساس الإسلام، وهو أول كلمة في الشهادة التي هي مفتاح الجنة، فالله تعالى هو الواحد الأحد الذي لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته، وهو الذي خلق كل شيء ويدبر أمره، وهو المستحق وحده للعبادة والدعاء، قال تعالى: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”، وقال تعالى: “وَلِلَّهِ أَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

2. ألوهية الله تعالى:

الألوهية هي حق الله تعالى في العبادة، وهي استحقاقه وحده دون غيره أن يُعبد بالعبادات الظاهرة والباطنة، قال تعالى: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”، وقال تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، والعبادة هي غاية خلق الإنسان وسبب وجوده، وهي من أهم أسباب سعادته في الدنيا والآخرة، ولا يصح شيء من العبادات إلا لله وحده.

3. ربوبية الله تعالى:

الربوبية هي تصرف الله تعالى في خلقه تدبيراً وتصريفاً، وهو المتصرف في شؤون الكون وإدارة أموره، قال تعالى: “أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً”، وقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، وربوبية الله تعالى شاملة لجميع خلقه، فهو الذي يرزقهم ويهديهم ويحفظهم وينصرهم، وهو الذي يتولى أمرهم ويقضي حوائجهم، وإذا استعان الإنسان بربه وتوكل عليه في أموره فإن الله تعالى كفاه وأعانه على تحقيقها.

4. توكل الإنسان على الله تعالى:

التوكل على الله تعالى هو الاعتماد عليه وحده في قضاء الحوائج وتدبير الأمور، وهو اليقين بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء وأنه هو الناصر والمعين، قال تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، وقال تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، والتوك