اللهم اشكو اليك

المقدمة:

اللهم أشكو إليك، عبارة بسيطة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والمشاعر، هي نداء العبد لربه، شكوى ومعاتبة ولجؤ إليه، هي اعتراف بالعجز والضعف والافتقار إلى رحمة الله وعونه. وهي أيضًا تعبير عن الثقة في الله ورجاء العبد في رحمته ومغفرته.

1. الشكوى إلى الله: حق العبد على ربه:

اللجوء إلى الله بالشكوى حق مشروع للعبد على ربه، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وأنتم الأذلون إن لم تغفروا وتعفوا”، وقال تعالى: “ألا له الدين الخالص والله يتقبل التوبة عن عباده”.

2. أسباب الشكوى إلى الله:

قد تكون أسباب الشكوى إلى الله كثيرة ومتنوعة، منها:

الابتلاءات والمحن التي تصيب العبد في حياته.

الذنوب والمعاصي التي يقترفها العبد ويخاف من عقاب الله عليها.

حاجة العبد إلى عون الله ورحمته في أمور دنياه وآخرته.

3. آداب الشكوى إلى الله:

يجب على العبد أن يتخلق بآداب معينة عند شكواه إلى الله، منها:

الإخلاص لله تعالى وصدق النية في الشكوى.

الأدب مع الله والخشوع والتذلل بين يديه.

عدم التذمر والجزع من قدر الله تعالى.

4. استجابة الله للشكوى:

الله تعالى رؤوف رحيم بعباده، وهو يجيب دعوة الداعين ويكشف كرب المكروبين، قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.

5. ثمار الشكوى إلى الله:

للشكوى إلى الله ثمار عديدة تعود على العبد بالخير والبركة، منها:

تفريج الكرب والهم عن العبد.

غفران الذنوب والمعاصي التي اقترفها العبد.

حصول العبد على عون الله ورحمته في أمور دنياه وآخرته.

6. نماذج من الشكوى إلى الله في القرآن والسنة:

ورد في القرآن والسنة العديد من النماذج لشكوى العباد إلى الله تعالى، منها:

شكوى نبي الله أيوب عليه السلام: “إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.

شكوى نبي الله يونس عليه السلام: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

شكوى نبي الله موسى عليه السلام: “رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي”.

7. الختام:

الشكوى إلى الله تعالى هي حق مشروع للعبد على ربه، ولها آداب وثمار عظيمة تعود على العبد بالخير والبركة، وقد ورد في القرآن والسنة العديد من النماذج لشكوى العباد إلى الله تعالى، فنسأل الله تعالى أن يقبل شكاوانا ويفرج كربنا ويغفر ذنوبنا ويرحمنا برحمته الواسعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *