اللهم اعني ولا تعن علي

الاستعانة بالله وتوكيله

المقدمة

إن الاستعانة بالله والتوكّل عليه من أعظم أسباب النصر والنجاح في الحياة الدنيا والآخرة، وقد حثّنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنّة نبيّه -صلى الله عليه وسلم- على الاستعانة به والتوكّل عليه في جميع أمورنا، ففي سورة الإسراء يقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، وفي سنّة نبيّه -صلى الله عليه وسلم- وردت أحاديث كثيرة تحثّ على الاستعانة بالله والتوكّل عليه، ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: “توكل على الله حق توكله، واعلم أن لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف”.

أنواع الاستعانة بالله

هناك أنواع عديدة للاستعانة بالله والتوكّل عليه، منها:

الاستعانة بالله في العبادات: وذلك بأن نعتمد عليه وحده في عباداتنا، ولا نشرك به أحدًا، فنقول في صلاتنا: “إياك نعبد وإياك نستعين”، وفي دعائنا نقول: “يا رب أعني ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ”.

الاستعانة بالله في المعاملات: وذلك بأن نعتمد عليه وحده في معاملاتنا مع الناس، ولا نتوكل على غيره، فنقول في تجارتنا: “إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل”، وفي شراكتنا نقول: “بسم الله توكلنا على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله”.

الاستعانة بالله في المصائب: وذلك بأن نعتمد عليه وحده في مصائبنا، ولا نجزع ولا نقنط، فنقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل”، ونقول: “اللهم ارحمنا ولا تعذبنا، وارزقنا ولا تحرمنا، وعافنا ولا تبتلينا”.

أسباب الاستعانة بالله

هناك أسباب عديدة تدعونا إلى الاستعانة بالله والتوكّل عليه، منها:

علم الله تعالى بكل شيء: ويعلم الله تعالى كل شيء، يعلم ما في السماوات وما في الأرض، يعلم الغيب والشهادة، ويعلم ما كان وما سيكون، يعلم ما في قلوبنا وما نخفيه وما نعلنه، يعلم ما نحتاج إليه وما لا نحتاج إليه.

قدرة الله تعالى على كل شيء: وقدرة الله تعالى على كل شيء، قادر على أن يفعل ما يشاء، قادر على أن ينصرنا على أعدائنا، قادر على أن يرزقنا من حيث لا نحتسب، قادر على أن يعافينا من الأمراض، قادر على أن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا.

رحمة الله تعالى بعباده: ورحمة الله تعالى بعباده واسعة، رحمته سبقت غضبه، رحمته تعم جميع خلقه، رحمته تملأ السماوات والأرض، رحمته قريبة من المحسنين، رحمته تدرك الظالمين.

فوائد الاستعانة بالله

هناك فوائد عديدة للاستعانة بالله والتوكّل عليه، منها:

النصر والنجاح في الدنيا والآخرة: إن الاستعانة بالله والتوكّل عليه من أعظم أسباب النصر والنجاح في الدنيا والآخرة، فمن استعان بالله ونصره نصره الله على أعدائه، ومن توكل على الله وكفاه كفاه الله ما أهمه.

الراحة النفسية والطمأنينة: إن الاستعانة بالله والتوكّل عليه من أعظم أسباب الراحة النفسية والطمأنينة، فمن استعان بالله ونصره اطمأن قلبه وهدأت نفسه، ومن توكل على الله وكفاه سكن قلبه واستقرت نفسه.

البركة في الرزق والصحة: إن الاستعانة بالله والتوكّل عليه من أعظم أسباب البركة في الرزق والصحة، فمن استعان بالله ونصره بارك الله له في رزقه وفي صحته، ومن توكل على الله وكفاه أسبغ عليه نعمه وأفضاله.

الفرق بين الاستعانة بالله والتواكل

هناك فرق كبير بين الاستعانة بالله والتواكل، فالتواكل هو ترك العمل والاعتماد على الله وحده، أما الاستعانة بالله فهي الاعتماد على الله وحده مع بذل الأسباب، فالمتواكل لا يعمل شيئًا ويقول: “توكلت على الله”، أما المستعين بالله فيعمل ويقول: “توكلت على الله”.

علامات الاستعانة بالله

هناك علامات تدل على الاستعانة بالله والتوكّل عليه، منها:

الإخلاص لله تعالى: فالمستعين بالله يخلص لله تعالى في عباداته ومعاملاته ومصائبه، ولا يشرك به أحدًا.

اليقين بالله تعالى: فالمستعين بالله يوقن بأن الله تعالى هو الناصر والمعين، وأن لا ناصر ولا معين غيره.

الصبر على المصائب: فالمستعين بالله يصبر على المصائب ولا يجزع ولا يقنط، ويعلم أن المصائب ابتلاء من الله تعالى، وأن بعد العسر يسرًا.

الاستعانة بالله دعاء

هناك أدعية كثيرة يمكن للمسلم أن يدعو بها الله تعالى ليستعين به، ومنها:

“اللهم إني أسألك العون والتوفيق في كل أموري، اللهم أعني ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ”.

“اللهم إني توكلت عليك، وأنت خير وكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل”.

“اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي”.

الخاتمة

إن الاستعانة بالله والتوكّل عليه من أعظم أسباب النصر والنجاح في الدنيا والآخرة، فالمستعين بالله لا ينصره إلا الله، والمستعين بالله لا يعينه إلا الله، والمستعين بالله لا يكفيه إلا الله، والمستعين بالله لا يرزقه إلا الله، والمستعين بالله لا يعافيه إلا الله، والمستعين بالله لا ينجيه إلا الله، والمستعين بالله لا ينصره إلا الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *