اللهم انت شافي

المقدمة

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الصحة والعافية، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم أنت الشافي، أنت الذي تشفي المريض وتكشف عنه الضر، أنت الذي تنزل الشفاء من السماء، وأنت الذي جعل في الأرض شفاء لكل داء. اللهم أشفي كل مريض، واشف كل جريح، واكشف عنهم كل ضر.

الشفاء من الله وحده

الشفاء من الله وحده، لا شافي إلا الله. قال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: 80]. وقال تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} [الأنعام: 17].

والشفاء من الله قد يكون بالدواء، وقد يكون بالدعاء، وقد يكون بغير ذلك. فالدواء سبب من أسباب الشفاء، لكنه ليس هو الشافي الحقيقي. الشافي الحقيقي هو الله وحده.

الدعاء بالشفاء

الدعاء بالشفاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [أبو داود والترمذي]. وقال صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها” [أحمد والترمذي].

ومن الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب الشفاء:

“اللهم رب الناس، أذهب البأس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما” [البخاري ومسلم].

“اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت” [أحمد والترمذي].

“اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي” [أحمد والنسائي].

التوكل على الله في الشفاء

التوكل على الله في الشفاء من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يتحلى بها. فعندما يمرض المسلم، عليه أن يتوكل على الله تعالى، وأن يثق بأن الله وحده هو الذي يشفيه. قال تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 160].

والتوكل على الله في الشفاء لا يعني ترك العلاج، بل يعني أن المسلم يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله في النتيجة. فعندما يمرض المسلم، عليه أن يذهب إلى الطبيب ويتناول الدواء، وأن يدعو الله تعالى أن يشفيه.

الصبر على المرض

الصبر على المرض من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل قال: ما عبدني عبد بمثل الصبر على ما أكرهته، فإنه ليس شيء أبغض إلي مما كرهت إلى عبدي، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، فإن عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” [البخاري ومسلم].

والصبر على المرض لا يعني ترك العلاج، بل يعني أن المسلم يتحمل الألم والصعوبات التي يواجهها أثناء مرضه، ويثق بأن الله تعالى سيكافئه على صبره.

الشكر لله على الشفاء

الشكر لله على الشفاء من نعم الله تعالى التي يجب على المسلم أن يحمد الله عليها. قال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [إبراهيم: 34]. وقال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].

وشكر الله على الشفاء يكون باللسان، وذلك بأن يحمد الله تعالى ويثني عليه على نعمته. ويكون الشكر لله على الشفاء أيضا بالجوارح، وذلك بأن يستخدم المسلم بدنه في طاعة الله تعالى، وأن يتجنب معصيته.

الخاتمة

الشفاء من الله وحده، لا شافي إلا الله. فعندما يمرض المسلم، عليه أن يتوكل على الله تعالى، وأن يدعوه أن يشفيه. وعليه أيضا أن يصبر على مرضه، وأن يشكر الله تعالى على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *