اللهم إنك كريم
المقدمة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد، فإن الله تعالى كريم، وهو الكريم الذي أعطى كل شيء خلقه، وهو الكريم الذي رزق عباده من فضله، وهو الكريم الذي يغفر الذنوب ويمحو السيئات، وهو الكريم الذي يقبل التوبة من عباده ويهديهم إلى سواء السبيل. وفي هذه المقالة، سنتحدث عن بعض صفات الله تعالى وصفاته، وكيف نتقرب إليه ونحظى بكرمه.
1. كرم الله في خلقه:
أولاً، يتجلى كرم الله تعالى في خلقه، فقد خلق الله تعالى الكون بأسره من العدم، وخلق فيه كل شيء يحتاجه الإنسان والحيوان والنبات، من هواء وماء وطعام ومأوى. كما خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وجعله خليفة له في الأرض، وأكرمه بالعلم والمعرفة.
2. كرم الله في رزقه:
ثانياً، يتجلى كرم الله تعالى في رزقه لعباده، فهو الذي يرزق كل حي من فضله، ولا يبخس أحداً رزقه. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” (هود: 6).
3. كرم الله في غفوره:
ثالثاً، يتجلى كرم الله تعالى في غفوره لعباده، فهو الغفور الرحيم، الذي يغفر الذنوب ويمحو السيئات. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (البقرة: 173).
4. كرم الله في قبوله للتوبة:
رابعاً، يتجلى كرم الله تعالى في قبوله للتوبة من عباده، فهو التواب الرحيم، الذي يقبل توبة عباده ويهديهم إلى سواء السبيل. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “فَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).
5. كرم الله في إجابته للدعاء:
خامساً، يتجلى كرم الله تعالى في إجابته للدعاء، فهو السميع المجيب، الذي يجيب دعاء عباده إذا دعوه. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة: 186).
6. كرم الله في إكرامه لأوليائه:
سادساً، يتجلى كرم الله تعالى في إكرامه لأوليائه، فهو الذي يكرم أولياءه في الدنيا والآخرة. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” (الإسراء: 70).
7. كرم الله في جنته:
سابعاً، يتجلى كرم الله تعالى في جنته، فهو الذي أعد لعباده المتقين جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا” (الكهف: 107-108).
الخاتمة:
وفي النهاية، فإن كرم الله تعالى واسع لا حدود له، وهو الكريم الذي يعطي من غير مقابل، وهو الكريم الذي يغفر الذنوب ويمحو السيئات، وهو الكريم الذي يقبل التوبة من عباده ويهديهم إلى سواء السبيل. فلنتقرب إلى الله تعالى بكثرة الذكر والدعاء، ولنكن من الشاكرين الحامدين، ولنرج كرمه في الدنيا والآخرة.