No images found for اللهم انى اشكو اليك بثى وحزنى
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
اللهم إني أشكو إليك بثّي وحزني:
لقد مررنا جميعًا بأوقات في حياتنا شعرنا فيها بالحزن والضيق، وقد شعرنا بثقل الحياة علينا، وأنهكنا الهم والكرب، فعندها لا نجد ملجأً لنا سوى الله عز وجل، فنلجأ إليه سبحانه وتعالى ونتضرع إليه بالدعاء، ونشكو إليه همومنا وأحزاننا، فالله وحده هو القادر على إزالتها وتفريج كربنا، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأنعام: 60].
أسباب البلاء والابتلاء:
1- قد يكون البلاء والابتلاء بسبب الذنوب والمعاصي التي يرتكبها العبد، فيكون البلاء تكفيراً لهذه الذنوب وتطهيراً للعبد منها، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
2- قد يكون البلاء والابتلاء بسبب رفع الدرجات والتقرب إلى الله عز وجل، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
3- قد يكون البلاء والابتلاء بسبب تمحيص المؤمنين وتمييزهم عن المنافقين، قال تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179].
الحكمة من البلاء والابتلاء:
1- يرفع البلاء والابتلاء درجات العبد عند الله عز وجل، ويكفر به الذنوب والمعاصي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” [رواه البخاري].
2- يميز البلاء والابتلاء بين المؤمنين والمنافقين، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31].
3- يرفع البلاء والابتلاء العبد إلى أعلى الدرجات في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط” [رواه الترمذي].
كيف نتعامل مع البلاء والابتلاء؟
1- الصبر: الصبر هو أفضل ما يتعامل به العبد مع البلاء والابتلاء، قال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
2- الشكر: يجب على العبد أن يشكر الله عز وجل على البلاء والابتلاء، وأن يعلم أن هذا البلاء والابتلاء هو في الحقيقة نعمة من الله عليه، قال تعالى: {وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
3- الدعاء: يجب على العبد أن يلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء والابتهال، وأن يطلب منه الفرج والتيسير، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
أمثلة من البلاء والابتلاء في حياة الأنبياء:
1- سيدنا إبراهيم عليه السلام: تعرض سيدنا إبراهيم عليه السلام للعديد من البلاءات والابتلاءات في حياته، فقد ألقي في النار، وذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وغير ذلك من البلاءات والابتلاءات.
2- سيدنا موسى عليه السلام: تعرض سيدنا موسى عليه السلام للعديد من البلاءات والابتلاءات في حياته، فقد فر من فرعون وجنوده، وضل في الصحراء، وتعرض لإيذاء اليهود وغير ذلك من البلاءات والابتلاءات.
3- سيدنا عيسى عليه السلام: تعرض سيدنا عيسى عليه السلام للعديد من البلاءات والابتلاءات في حياته، فقد اتهمه اليهود بالكفر، وصلبوه على الصليب وغير ذلك من البلاءات والابتلاءات.
كيف نتجنب البلاء والابتلاء؟
1- الإكثار من الاستغفار: الإكثار من الاستغفار من الذنوب والمعاصي من أفضل الأمور التي تساعد على تجنب البلاء والابتلاء، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].
2- الإحسان إلى الغير: الإحسان إلى الغير من أفضل الأمور التي تساعد على تجنب البلاء والابتلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى الناس أحسن الله إليه، ومن أساء إلى الناس أساء الله إليه” [رواه أحمد].
3- الدعاء: الدعاء من أفضل الأمور التي تساعد على تجنب البلاء والابتلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل” [رواه الترمذي].
الخاتمة:
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الصبر والاحتساب عند البلاء والابتلاء، وأن يرفع عنا كل مكروه وسوء، وأن ينزل علينا من رحماته ورزقه، إنه سميع مجيب الدعاء.