بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
فإن الثبات في الأمر من أهم الأمور التي يحتاج إليها المسلم في حياته، فإنه به يستقيم أمره ويصلح حاله ويفوز برضا الله عز وجل، والثبات في الأمر هو قوة الإرادة والعزم والصبر على المكاره حتى الوصول إلى الهدف المنشود، وهو من صفات المؤمنين الصادقين الذين قال الله تعالى فيهم: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) [الشورى: 37].
أهمية الثبات في الأمر:
1-الثبات في الأمر يجعل المسلم قوياً في مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه في حياته، فلا يضعف ولا يستسلم مهما كانت الظروف صعبة، ويساعده على تحقيق أهدافه والوصول إلى غاياته.
2-الثبات في الأمر من أهم أسباب النجاح في الدنيا والآخرة، فالمسلم الثابت على الحق لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يتردد في قول الحق والدفاع عن الحق، ولا يخاف من بطش الظالمين والمستبدين.
3-الثبات في الأمر من أهم أسباب الفوز برضا الله عز وجل، فالمسلم الثابت على الحق هو الذي ينال محبة الله ورضاه، وهو الذي يدخل الجنة بغير حساب, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ثبت على دينه عند غمرات الفتن، كان له من الأجر مثل أجر خمسين شهيداً”.
وسائل تحقيق الثبات في الأمر:
1- الإيمان بالله تعالى والإيقان بوحدانيته وأنه هو وحده المستحق للعبادة وحده، وأن كل ما سواه باطل لا يستحق أن يعبد من دون الله عز وجل.
2- معرفة أسماء الله وصفاته ومعرفة توحيده في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومعرفة حكمة الله في خلقه وتدبيره, ومعرفة أن الله تعالى هو الحكيم العليم الخبير الذي لا يفعل إلا ما فيه الخير لعباده.
3- الالتزام بتعاليم الإسلام والعمل بما أمر الله تعالى واجتناب ما نهى عنه، والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.
4- الجهاد في سبيل الله تعالى والدفاع عن الحق والعدل ومقاومة الظلم والطغيان, قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال: 60].
5- الصبر على المكاره والشدائد والبلاءات التي تصيب المسلم في حياته، والاحتساب في ذلك على الله عز وجل, قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155].
6- الدعاء إلى الله تعالى بالثبات في الأمر والعون على طاعته وعبادته، قال تعالى: (وَادْعُ رَبَّكَ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [الأعراف: 55].
7- صحبة الصالحين والأخيار الذين يعينون المسلم على الثبات في الأمر ويقوون عزيمته ويشجعونه على المضي قدماً في طريق الحق.
الخاتمة:
الثبات في الأمر من أهم الأمور التي يحتاج إليها المسلم في حياته، فإنه به يستقيم أمره ويصلح حاله ويفوز برضا الله عز وجل، والثبات في الأمر هو قوة الإرادة والعزم والصبر على المكاره حتى الوصول إلى الهدف المنشود.