اللهم اني اسالك فعل الخيرات

اللهم إني أسألك فعل الخيرات

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،

فإن من أعظم ما يمكن أن يسأله الإنسان من ربه هو أن يوفقه لفعل الخيرات، وأن يبعد عنه الشرور والسيئات، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم على فعل الخير والإحسان إلى الآخرين، ففي سورة البقرة يقول الله تعالى: (واتقوا الله وأحسنوا إليه لعلكم تفلحون)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخير عادة، والشيطان فاجر).

فضل فعل الخيرات:

1. قرب العبد من ربه: إن فعل الخيرات يقرب العبد من ربه، ويزيد من إيمانه وتقواه، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه).

2. نيل رضا الله تعالى: إن فعل الخيرات ينال به العبد رضا الله تعالى، ففي سورة التوبة يقول الله تعالى: (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رضي لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم).

3. دخول الجنة: إن فعل الخيرات يفتح للعبد أبواب الجنة، ويدخله في نعيمها الدائم، ففي سورة الكهف يقول الله تعالى: (ولمن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، والذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين).

أسباب فعل الخيرات:

1. الإيمان بالله تعالى: إن أول وأهم سبب لفعل الخيرات هو الإيمان بالله تعالى، والإيمان بأن الله هو الذي خلقنا ورزقنا، وأن الله هو الذي سيحاسبنا على أعمالنا وسيجازينا عليها، فإذا كان العبد مؤمناً بالله حق الإيمان، فإنه سيسعى جاهداً لفعل الخير واجتناب الشر.

2. اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: إن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أهم أسباب فعل الخيرات، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خير قدوة للمسلمين في جميع أقواله وأفعاله، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على اتباع سنة نبيه الكريم، فقال: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).

3. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).

طرق فعل الخيرات:

1. العبادات: إن العبادات من أفضل أنواع الخيرات التي يمكن أن يفعلها العبد، ومن أهم العبادات: الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والعمرة، والذكر، والدعاء، والصدقة.

2. الأعمال الصالحة: إن الأعمال الصالحة من أهم أنواع الخيرات التي يمكن أن يفعلها العبد، ومن أهم الأعمال الصالحة: بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الضيف، وإغاثة الملهوف، وإعانة المحتاج، وإصلاح ذات البين، والتعاون على البر والتقوى.

3. الدعوة إلى الله تعالى: إن الدعوة إلى الله تعالى من أفضل أنواع الخيرات التي يمكن أن يفعلها العبد، وذلك لأن الدعوة إلى الله تعالى تنشر الخير وتقضي على الشر، وتساعد على هداية الناس إلى طريق الحق والصواب.

أهمية الاستمرار في فعل الخيرات:

1. الزيادة في الإيمان والتقوى: إن الاستمرار في فعل الخيرات يزيد من إيمان العبد وتقواه، ويزيد من قرب العبد من ربه، فكلما فعل العبد خيراً زاد إيمانه وتقواه، وزاد قرب العبد من ربه.

2. نيل رضا الله تعالى: إن الاستمرار في فعل الخيرات ينال به العبد رضا الله تعالى، فكلما فعل العبد خيراً زاد رضا الله عنه، وزاد ثواب العبد عند الله تعالى.

3. دخول الجنة: إن الاستمرار في فعل الخيرات يفتح للعبد أبواب الجنة، ويدخله في نعيمها الدائم، فكلما فعل العبد خيراً زادت حسناته، وزادت درجاته في الجنة.

الخلاصة:

إن فعل الخيرات من أهم العبادات التي يمكن أن يفعلها العبد، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم على فعل الخير والإحسان إلى الآخرين، وإن فعل الخيرات له فضائل كثيرة منها: تقريب العبد من ربه، ونيل رضا الله تعالى، ودخول الجنة، وإن أسباب فعل الخيرات كثيرة منها: الإيمان بالله تعالى، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن طرق فعل الخيرات كثيرة منها: العبادات، والأعمال الصالحة، والدعوة إلى الله تعالى، وإن الاستمرار في فعل الخيرات له أهمية كبيرة منها: الزيادة في الإيمان والتقوى، ونيل رضا الله تعالى، ودخول الجنة.