اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن الدعاء هو مخ العبادة، وهو من أفضل القربات إلى الله تعالى، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على الدعاء في كتابه العزيز، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
ولقد علمنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كيفية الدعاء، فقال: “الدعاء هو العبادة”، وقال أيضًا: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”، وقال أيضًا: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله تعالى وألحوا عليه بالدعاء”.
ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن ندعو بها هي الدعاء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الله تعالى قد خصه بكرامات ومزايا لم يخص بها غيره من الأنبياء والرسل.
فضل الدعاء بنبي الرحمة:
1. الدعاء بنبي الرحمة مستجاب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى علي مرة صلي الله عليه عشر مرات”، وقال أيضًا: “من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”، فإن صلاتي عليه تبلغه وإن كان في قبره، وإن دعائي له يستجاب”.
2. الدعاء بنبي الرحمة دليل على محبته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبني كان معي في الجنة”، وقال أيضًا: “من أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضني فقد أبغض الله”.
3. الدعاء بنبي الرحمة سبب لشفاعته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا أول شفيع في الجنة، ولن يتخلف عني أحد”، وقال أيضًا: “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول من يدخل الجنة، وأول من يكسى حلة الكرامة”.
آداب الدعاء بنبي الرحمة:
1. الإخلاص في الدعاء: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى وحده، لا شريك له، وأن يكون خاليًا من أي غرض دنيوي أو مصلحة شخصية.
2. اليقين بالإجابة: يجب أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه، وأن لا ييأس أو يقنط من رحمة الله تعالى.
3. التضرع والخشوع في الدعاء: يجب أن يكون الداعي متضرعًا وخاشعًا في دعائه، وأن يكون حاضر القلب ولسانه، وأن لا يكون مشتت الذهن أو غافلًا عن معنى الدعاء.
4. رفع اليدين في الدعاء: يستحب للمسلم أن يرفع يديه في الدعاء، وأن يكون كفيه مفتوحتين إلى السماء، وأن يكون نظره إلى السماء.
5. التكرار والإلحاح في الدعاء: يستحب للداعي أن يكرر دعاءه ويلح عليه، وأن لا يمل من الدعاء، وأن لا ييأس أو يقنط من رحمة الله تعالى.
أمثلة لدعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
1. الدعاء بالهداية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهدني وأصلح بالي وسدد لساني”.
2. الدعاء بالرزق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم ارزقني رزقًا حلالًا طيبًا يكفيني وعيالي”.
3. الدعاء بالصحة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري”.
4. الدعاء بالستر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم استرني في الدنيا والآخرة”.
5. الدعاء بالمغفرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر لي ذنوبي صغيرها وكبيرها، وأولها وآخرها، وسرها وعلانيتها”.
الخاتمة:
الدعاء هو من أعظم العبادات وأفضل القربات إلى الله تعالى، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء في كتابه العزيز، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”. ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن ندعو بها هي الدعاء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الله تعالى قد خصه بكرامات ومزايا لم يخص بها غيره من الأنبياء والرسل.
فلنسأل الله تعالى أن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا وأن يستجيب دعواتنا، وأن يصلي على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.