اللهم اني استودعتك خبايا قلبي

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

اللهم إني استودعتك خبايا قلبي، وما في صدري من هموم وأحزان، فأنت وحدك القادر على إسعادي وتفريج كربي، وأنت وحدك القادر على حمايتي من شرور نفسي وشرور الناس، اللهم احفظ قلبي من الغل والحقد والحسد، وامنحني قلبًا طاهرًا نقيًا من كل سوء، اللهم اجعل قلبي عامرًا بك وبحبك، واجعلني من المحبين لك والمقربين إليك.

1. معنى الاستوداع

الاستوداع في اللغة هو حفظ الشيء عند الغير، وفي الشرع هو تفويض أمر إلى الله تعالى والتوكل عليه فيه، والاستوداع من أعظم العبادات وأفضلها، فهو دليل على حسن التوكل على الله تعالى واليقين بقدرته على حماية خلقه وتدبير أمورهم، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

2. فضل الاستوداع

للاستوداع فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى، فقد روى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”، فإذا استودع العبد قلبه وخباياه عند الله تعالى، فإن الله تعالى يحفظه ويصونه من كل شر، ويملؤه بالسكينة والطمأنينة والراحة النفسية، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

3. أنواع الاستوداع

هناك أنواع كثيرة للاستوداع، منها:

– استوداع القلب لله تعالى: وهو تفويض أمر القلب وخباياه إلى الله تعالى والتوكل عليه في حمايته وصيانته من كل شر.

– استوداع الجوارح لله تعالى: وهو تفويض أمر الجوارح إلى الله تعالى والتوكل عليه في حفظها من الوقوع في المعاصي والذنوب.

– استوداع الأموال لله تعالى: وهو تفويض أمر الأموال إلى الله تعالى والتوكل عليه في حفظها وتنميتها وحمايتها من الضياع والسرقة.

– استوداع الأهل والولد لله تعالى: وهو تفويض أمر الأهل والولد إلى الله تعالى والتوكل عليه في حمايتهم ورعايتهم وتوفيقهم في حياتهم.

4. شروط الاستوداع

يشترط لصحة الاستوداع عدة شروط، منها:

– أن يكون المستودع إليه أمينًا موثوقًا به.

– أن يكون المستودع معلومًا محددًا.

– أن يكون الاستوداع لمدة محددة أو لغرض معين.

– أن يكون الاستوداع برضا المستودع والمستودع إليه.

5. آداب الاستوداع

هناك آداب ينبغي مراعاتها عند الاستوداع، منها:

– اختيار المستودع بعناية فائقة والتأكد من أمانته وصدق

– كتابة عقد الاستوداع وتدوين شروطه وأحكامه.

– تسليم المستودع إلى المستودع إليه باليد أو عن طريق وكيل.

– حفظ المستودع وعدم التصرف فيه إلا بإذن المستودع.

– رد المستودع إلى صاحبه عند انتهاء مدة الاستوداع أو عند تحقيق الغرض منه.

6. فوائد الاستوداع

للاستوداع فوائد كثيرة تعود على العبد في الدنيا والآخرة، منها:

– حماية القلب من الغل والحقد والحسد.

– ملء القلب بالسكينة والطمأنينة والراحة النفسية.

– تفريج الهموم والأحزان.

– تيسير الأمور وتذليل الصعوبات.

– تحقيق النجاح والتوفيق في الحياة الدنيا.

– الفوز برضا الله تعالى وجنته في الآخرة.

7. خاتمة

الاستوداع من أعظم العبادات وأفضلها، وهو دليل على حسن التوكل على الله تعالى واليقين بقدرته على حماية خلقه وتدبير أمورهم، وللاستوداع فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى، فهو يحفظ القلب من الغل والحقد والحسد، ويملؤه بالسكينة والطمأنينة والراحة النفسية، ويف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *