المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام والهداية إلى الصراط المستقيم، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن من أعظم العبادات وأجلها الدعاء، وهو عبادة عظيمة يثاب عليها العبد ثوابًا جزيلًا، كما أن له أثرًا كبيرًا في دفع السوء عن العبد وتقربه إلى الله تعالى. ومن الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة دعاء “اللهم إني عبدك وابن عبدك”.
الدعاء بالنص:
“اللهم إني عبدك وابن عبدك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.
معنى “ناصيتي بيدك”:
الناصية هي مقدمة الرأس، وهي مجاز عن القوة والسيطرة. فقول العبد “ناصيتي بيدك” يعني أن الله تعالى هو وحده الذي يملك أمره، وهو الذي يتحكم في حياته ومصيره. وهذا يدل على استسلام العبد لله تعالى وتوكله عليه في جميع شؤونه.
معنى “ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك”:
معنى “ماضٍ في حكمك” أن الله تعالى هو الذي يقرر ما يحدث في الكون، وهو الذي يقدّر الأقدار ويحكم فيها، وأن العبد لا يستطيع أن يغير شيئًا من ذلك. ومعنى “عدل في قضاؤك” أن الله تعالى عادل في حكمه وقضائه، وأنه لا يظلم أحدًا. وهذا يدل على عدل الله تعالى وحكمته.
معنى “أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك”:
الأسماء الحسنى هي الأسماء التي وصف الله تعالى بها نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وهي تدل على عظمة الله تعالى وصفاته الكاملة. فقول العبد “أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك” يعني أنه يسأل الله تعالى بكل أسمائه الحسنى أن يحقق له ما يطلب.
معنى “أو علمته أحدًا من خلقك”:
الله تعالى يعلم كل شيء، وهو الذي علم الملائكة والأنبياء والرسل والناس بعضًا من أسمائه الحسنى. فقول العبد “أو علمته أحدًا من خلقك” يعني أنه يسأل الله تعالى بكل الأسماء التي علمها لأحد من خلقه.
معنى “أو أنزلته في كتابك”:
أنزل الله تعالى على رسله الكتب السماوية، وفيها ذكر لبعض أسمائه الحسنى. فقول العبد “أو أنزلته في كتابك” يعني أنه يسأل الله تعالى بكل الأسماء التي أنزلها في كتبه السماوية.
معنى “أو استأثرت به في علم الغيب عندك”:
استأثر الله تعالى ببعض الأسماء الحسنى ولم يعلمها لأحد من خلقه. فقول العبد “أو استأثرت به في علم الغيب عندك” يعني أنه يسأل الله تعالى بكل الأسماء التي استأثر بها في علم الغيب عنده.
الخاتمة:
دعاء “اللهم إني عبدك وابن عبدك” دعاء عظيم القدر، كثير الفضل، واسع الرحمة، وهو من الأدعية التي يستحب للعبد أن يكثر من الدعاء بها، فهو دعاء جامع يشتمل على كل ما يحتاج إليه العبد في دنياه وآخرته. فنسأل الله تعالى أن يتقبل دعاءنا ويستجيب لنا ويحقق لنا ما نطلب منه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.