اللهم دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير
المقدمة:
في خضم زحمة الحياة ومتاعبها، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان عاجزين عن إدارة شؤوننا والتغلب على التحديات التي تواجهنا، وندرك أننا بحاجة إلى يد حانية وعقل مدبر ليدبر أمورنا ويصلح حالنا، حينئذ نتضرع إلى الله تعالى بأدعية وأذكار منها: “اللهم دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير”.
1. التوكل على الله:
– التوكل على الله هو تسليم الأمر لله تعالى والثقة به في تدبير الأمور، وتفويض الأمر إليه، ومعنى ذلك ليس الاستسلام أو الكسل، بل هو بذل الجهد والعمل مع الاعتماد على الله تعالى.
– قال تعالى: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين” [المائدة: 23]، وقال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” [الطلاق: 3].
– التوكل على الله يمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة، ويبعد عنه القلق والاضطراب، ويقوي عزيمته ويصبره على تحمل الصعوبات.
2. التدبير الإلهي:
– التدبير الإلهي هو قدر الله تعالى ومشيئته، وهو يشمل كل شيء في هذا الكون، من أصغر الذرات إلى أكبر المجرات، ومن أبسط الأحداث إلى أعقد الظروف.
– التدبير الإلهي هو حكمة الله تعالى في تدبير شؤون خلقه، وهو يخضع لسنن وقوانين وضعها الله تعالى في هذا الكون.
– التدبير الإلهي لا يعني أن الإنسان ليس له دور في تدبير أموره، بل يعني أن دوره محدود ومقيد بإرادة الله تعالى.
3. عدم إحسان التدبير:
– قد يعجز الإنسان عن تدبير أموره لأسباب كثيرة، منها قلة الخبرة والمعرفة، وضعف الإرادة والعزيمة، والتسرع في اتخاذ القرارات، والانفعال الشديد.
– عندما يعجز الإنسان عن تدبير أموره، عليه أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه أن يدبر له أمره، وأن يسأله التوفيق والسداد.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير” [رواه الترمذي].
4. أهمية الدعاء:
– الدعاء هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو سلاح المؤمن الذي لا يخذله أبدًا.
– الدعاء هو وسيلة لطلب الخير من الله تعالى، وللتضرع إليه أن يصلح حالنا ويدفع عنا البلاء والشر.
– يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، وأن يكون مصحوبًا بالإخلاص واليقين، وأن يكون موافقًا لشرع الله تعالى.
5. آداب الدعاء:
– يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، وأن يكون مصحوبًا بالإخلاص واليقين، وأن يكون موافقًا لشرع الله تعالى.
– يجب أن يكون الدعاء بلغة يفهمها الداعي، وأن يكون بصوت مسموع، وأن تكون اليدان مرفوعتين إلى السماء.
– يجب أن يكون الدعاء متكررًا وملحًا، وأن يكون مصحوبًا بالصبر واليقين بالإجابة.
6. شروط إجابة الدعاء:
– من أهم شروط إجابة الدعاء الإخلاص لله تعالى، واليقين بالإجابة، والمداومة على الدعاء.
– من شروط إجابة الدعاء أيضًا التوبة من الذنوب والمعاصي، والابتعاد عن المحرمات، والإكثار من الأعمال الصالحة.
– من شروط إجابة الدعاء أيضًا الدعاء في أوقات الإجابة، مثل الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وعند نزول المطر.
7. ثمرة الدعاء:
– ثمرة الدعاء هي حصول الداعي على ما دعا به، أو دفع ما دعا بدفعه، أو الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.
– الدعاء يغير القدر، ويكشف البلاء، ويجلب الرزق، ويشفي المريض، ويفرج الكرب، ويقضي الحوائج.
– الدعاء هو وسيلة لصلة العبد بربه، وهو قربة إلى الله تعالى، وهو من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى.
الخاتمة:
الدعاء هو سلاح المؤمن الذي لا يخذله أبدًا، وهو وسيلة لطلب الخير من الله تعالى، وللتضرع إليه أن يصلح حالنا ويدفع عنا البلاء والشر، ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الإنسان: “اللهم دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير”.