اللهم رب الناس أذهب الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً

بسم الله الرّحمن الرّحيم

المقدمة:

في خضم رحلة الحياة، يواجه الإنسان العديد من التحديات والابتلاءات، ومن بينها المرض الذي قد ينال من جسده أو روحه. وفي لحظات الضعف والألم، يبحث المؤمن عن ملاذ آمن وبلسم شافٍ، فيلجأ إلى ربه العظيم ويضرع إليه بالدعاء من أجل الشفاء والعافية.

اللهم رب الناس أذهب البأس اشفه وأنت الشافي:

الدعاء بصيغة الأمر:

تبدأ صيغة الدعاء بحرف الأمر “اللهم”، وهو ما يدل على إيمان العبد بقدرة الله العظيمة، وأنه وحده القادر على إزالة البأس والمرض، وجلب الشفاء والعافية.

التأكيد على صفة الربوبية:

ينادي العبد ربه بـ”رب الناس”، مؤكداً على عبوديته وافتقاره إلى عونه ورحمته، وأن الله هو وحده المتصرف في خلقه، المدبر لأمورهم، المتكفل برعايتهم وحفظهم.

طلب إزالة البأس:

يبدأ العبد بالطلب من الله أن يزيل البأس والمرض، لأن المرض هو حالة ضعف وعجز، وهو ضد الصحة والعافية التي هي نعمة من نعم الله الكبرى.

طلب الشفاء:

بعد طلب إزالة البأس، يتوجه العبد إلى الله طالباً منه الشفاء، لأن الشفاء هو الهدف المنشود من الدعاء، وهو عودة الصحة والعافية إلى الجسد أو الروح.

التأكيد على قدرة الله الشافية:

يؤكد العبد في دعائه على أن الله هو الشافي، وأنه لا شفاء إلا شفاؤه، وهذا اعتراف بأن الشفاء من الله وحده، وأن الأطباء والأدوية هم مجرد وسائط وأسباب، وأن الفضل والمنة لله وحده.

شروط الدعاء المستجاب:

الإخلاص في الدعاء:

يجب أن يكون الداعي مخلصاً في دعائه لله وحده، لا يشرك به أحداً، وأن يقصد بقلبه ولسانه إزالة المرض والشفاء من الله وحده.

اليقين والإيمان بالإجابة:

يجب على العبد أن يدعو وهو على يقين وإيمان بأن الله سيستجيب دعاءه، وأن الشفاء سيأتي من عنده وحده.

الاستعانة بالنبي والأنبياء والصالحين:

يستحب للمريض أن يستعين بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصالحين في دعائه، وأن يتوسل بهم إلى الله من أجل الشفاء والعافية.

فضل الدعاء:

الدعاء وسيلة للتعبير عن العبودية:

الدعاء هو وسيلة للتعبير عن عبودية العبد لله تعالى، وافتقاره إلى عونه ورحمته، وأنه وحده القادر على إزالة البأس والمرض، وجلب الشفاء والعافية.

الدعاء سبب لجلب الرحمة:

الدعاء سبب لجلب رحمة الله تعالى، لأن الله رحيم بعباده، يجيب دعاء المضطر إذا دعاه، ويكشف عنه البلاء والمرض إذا لجأ إليه وتوكل عليه.

الدعاء سبب لرفع البلاء:

الدعاء سبب لرفع البلاء والمرض عن العبد، لأن الله تعالى يستجيب دعاء عباده، ويدفع عنهم المكاره والآفات، ويحفظهم من كل سوء.

آداب الدعاء:

الوضوء والاستقبال:

يستحب للمريض أن يتوضأ قبل الدعاء ويستقبل القبلة، لأن ذلك من آداب الدعاء المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

رفع اليدين:

يستحب للمريض أن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء، لأن ذلك من آداب الدعاء المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الخضوع والتضرع:

يجب على الداعي أن يتضرع إلى الله تعالى عند الدعاء، ويخشع قلبه، ويرقق صوته، ويتذلل بين يدي ربه، لأن ذلك من آداب الدعاء المأمور بها.

خاتمة:

في ختام هذا المقال، نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يمن علينا بالشفاء العاجل لكل مريض، وأن يكشف عنهم البأس والضرر، وأن يلبسهم ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقهم الأمل والتفاؤل، وأن يحفظهم من كل مكروه وسوء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *