No images found for اللهم لاتدع لنا ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم ما يدعو به المسلم ربه أن يغفر له ذنوبه ويفرج همه، وقد جاء في الحديث الشريف: “ما من مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا استجابها الله له، فإما أن يعجلها له في الدنيا وإما أن يدخرها له في الآخرة، أو يكفر بها عنه من خطاياه”، ولهذا فإن المسلم يجب عليه أن يكثر من الدعاء بهذا الدعاء العظيم، وهو: “اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هما إلا فرجته”.
الدعاء بغفران الذنوب
يجب على المسلم أن يكثر من الدعاء بغفران الذنوب، لأن الذنوب هي الحاجز بين العبد وربه، وهي التي تحول دون استجابة الدعاء، ولأن الذنوب من أسباب النكد والشقاء في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى: “وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيدًا (107)”، وقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ”، وهذا يدل على أن الشرك بالله تعالى هو أعظم الذنوب وأنه لا يغفر، أما الذنوب الأخرى فإن الله تعالى يغفرها لمن يشاء، ولذا يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى بغفران الذنوب.
الدعاء بفرج الهموم
يجب على المسلم أن يكثر من الدعاء بفرج الهموم، لأن الهموم والأحزان من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”، وقال تعالى: “وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وهذا يدل على أن الابتلاءات والهموم والضيقات هي من سنن الحياة ولا بد منها، ولكن يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى بفرج الهموم.
الاستغفار والتوبة
من أفضل الأعمال التي يجب على المسلم أن يحرص عليها الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، لأن الاستغفار والتوبة من أسباب مغفرة الذنوب، وقد قال الله تعالى: “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ”، وقال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، ويجب على المسلم أن يستغفر ويتوب إلى الله تعالى من جميع ذنوبه، الصغيرة والكبيرة، الظاهرة والباطنة، حتى يغفر الله له ذنوبه ويقبل توبته.
الإكثار من الطاعات
من أفضل الأعمال التي يجب على المسلم أن يحرص عليها الإكثار من الطاعات، لأن الطاعات هي سبب من أسباب مغفرة الذنوب وفرج الهموم، وقد قال الله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”، وقال تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا”، ولذا فإن على المسلم أن يكثر من الطاعات، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة وقراءة القرآن الكريم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الطاعات.
الصبر على الابتلاءات
من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يتحلى بها الصبر على الابتلاءات والشدائد، لأن الابتلاءات والشدائد هي من سنن الحياة ولا بد منها، وقد قال الله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ”، وقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، والصبر على الابتلاءات له أجر عظيم عند الله تعالى، وقد قال الله تعالى: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)”، ولذا فإن على المسلم أن يصبر على الابتلاءات والشدائد ويحتسب الأجر عند الله تعالى.
التوكل على الله تعالى
من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يتحلى بها التوكل على الله تعالى، لأن التوكل على الله تعالى هو سبب من أسباب فرج الهموم، وقد قال الله تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”، وقال تعالى: “وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ”، والتوك