اللهم هب لنا من ازواجنا

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده هي نعمة الزوجة الصالحة، فهي الزوجة التي تسعد زوجها وتسكن قلبه وتعينيه على أمور الحياة، وهي الأم التي تربي الأبناء وترعاهم وتنشئهم على الأخلاق الحميدة، وهي الأخت والصديقة التي يبوح لها الزوج بكل ما يجول في خاطره.

وقد أمرنا الله تعالى أن ندعوه ونتوسل إليه أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، وأن يجعلنا مباركين في أهلنا وأولادنا، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}، وقد استجاب الله تعالى لدعاء نبيه إبراهيم عليه السلام حين قال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}، فوهبه الله تعالى إسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام.

الاستجابة لدعاء “اللهم هب لنا من أزواجنا”

وإذا دعا الرجل ربه أن يهب له من زوجته ذرية صالحة فإن الله تعالى يستجيب لدعائه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير مال المرء المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواضع القطر، يفر بدينه من الفتن، وخير ما ادخر الرجل الصالح من المال لولده زوجة صالحة تعينه على أمر دينه ودنياه”، وقال عليه الصلاة والسلام: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

شروط الزوجة الصالحة

وإذا أراد الرجل أن تكون زوجته صالحة عليه أن يختارها على أساس الدين والأخلاق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”، وقال عليه الصلاة والسلام: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”.

فضائل الزوجة الصالحة

وللزوجة الصالحة فضائل كثيرة، فهي الزوجة التي تسعد زوجها وتسكن قلبه وتعينيه على أمور الحياة، وهي الأم التي تربي الأبناء وترعاهم وتنشئهم على الأخلاق الحميدة، وهي الأخت والصديقة التي يبوح لها الزوج بكل ما يجول في خاطره، وهي الزوجة التي تدخل السرور على قلب زوجها وتجعله ينسى همومه ومتاعبه، وهي الزوجة التي تدعم زوجها وتقف بجانبه في السراء والضراء، وهي الزوجة التي تجعل من بيتها جنة على الأرض.

كيفية اختيار الزوجة الصالحة

وحتى يختار الرجل الزوجة الصالحة عليه أن يبحث عنها في الأماكن التي تكون فيها النساء الصالحات، مثل المساجد والمدارس والجامعات، وأن يسأل عنها أقاربه وأصدقاءه، وأن يتحرى عنها حتى يتأكد من أنها صالحة، وأن يستخير الله تعالى قبل أن يتخذ قرار الزواج منها.

حقوق الزوجة الصالحة

وعلى الرجل أن يعامل زوجته الصالحة معاملة حسنة وأن يوفيها حقوقها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وقال عليه الصلاة والسلام: “استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا”.

الخاتمة

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، وأن يجعلنا مباركين في أهلنا وأولادنا، وأن يرزقنا الزوجات الصالحات اللاتي يسعدننا ويسكنن قلوبنا ويعيننا على أمور الحياة، وأن يجعلنا من المتقين الأئمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *