اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وعلى طاعتك
المقدمة
الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وهدانا للإسلام، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،
فإن القلب هو مقلب الأمور، وهو الذي يتقلب بين الخير والشر، والحب والكره، والإيمان والكفر، ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”.
1. القلب بين يدي الله
– القلب بيد الله يقلبها كيف يشاء، كما قال تعالى: “يقلب الله الليل والنهار”، وقال: “إن الله يولي ملكه من يشاء”.
– القلب وعاء الإيمان، كما قال تعالى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب”، وقال: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
– القلب مقلب الأمور، كما قال تعالى: “إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”، وقال: “أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”.
2. أهمية القلب
– القلب هو مقر الإيمان والكفر، كما قال تعالى: “فلما دخلوا عليه قالوا سلام عليك قال سلام نبيًا غير مبغض”، وقال: “ولكن قست قلوبهم فطمس الله عليها”.
– القلب هو مقر الحب والكره، كما قال تعالى: “فإن أحببتموهم فإنهم إخوانكم في الدين”، وقال: “ولا يحبون من حاد عن دينهم”.
– القلب هو مقر التقوى والخشية، كما قال تعالى: “إنما يتذكر أولو الألباب”، وقال: “فإن خفتم منهم فتقهوا”.
3. القلب يتقلب بين الخير والشر
– القلب يتقلب بين الخير والشر، كما قال تعالى: “ومن يرد الله فتنته فلن تمسك له من الله شيء”، وقال: “فإن تولوا فإن الله يعلم المفسدين”.
– القلب قد يكون مع الحق وقد يكون مع الباطل، كما قال تعالى: “فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى”، وقال: “وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين”.
– القلب قد يكون قاسيًا وقد يكون لينًا، كما قال تعالى: “فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”، وقال: “ولكن قلوبهم قست”.
4. أسباب تقلب القلب
– أسباب تقلب القلب كثيرة، منها:
– الشهوات: شهوات النفس من أكبر أسباب تقلب القلب، قال تعالى: “زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب”.
– الشبهات: الشبهات من أسباب تقلب القلب، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.
– الصحبة السيئة: الصحبة السيئة من أسباب تقلب القلب، قال تعالى: “ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا”.
5. كيفية الوقاية من تقلب القلب
– هناك عدة طرق للوقاية من تقلب القلب، منها:
– الإكثار من ذكر الله: ذكر الله من أهم أسباب ثبات القلب، قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
– قراءة القرآن الكريم: قراءة القرآن الكريم من أسباب ثبات القلب، قال تعالى: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
– الدعاء: الدعاء من أسباب ثبات القلب، قال تعالى: “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”.
6. كيفية إصلاح القلب
– إذا تقلب القلب عن الحق إلى الباطل، فهناك عدة طرق لإصلاحه، منها:
– التوبة النصوح: التوبة النصوح من أهم أسباب إصلاح القلب، قال تعالى: “وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون”.
– الرجوع إلى الحق: الرجوع إلى الحق من أهم أسباب إصلاح القلب، قال تعالى: “وإذا رأوا سبيل الرشد لم يدخلوه وإذا رأوا سبيل الغي انفضوا إليه وقالوا هذا الذي هدانا به الله”.
– الاستعانة بالله تعالى: الاستعانة بالله تعالى من أهم أسباب إصلاح القلب، قال تعالى: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”.
7. الدعاء بثبات القلب
– من الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة للدعاء بثبات القلب:
– “اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”.
– “اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين من أحب في مستقر رحمتك”.
– “اللهم ارزقني قلبًا سليمًا تقياً نقياً من النفاق والرياء والشك والريبة”.
الخاتمة
القلب هو مقلب الأمور، وهو الذي يتقلب بين الخير والشر، والحب والكره، والإيمان والكفر، ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”.
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه وعلى طاعته، وأن يجعلنا من عباده الصالحين.