المراد بذوي الرحم
المقدمة:
ذوو الرحم هم الأشخاص الذين يرتبطون بنا من خلال رابطة الدم أو الزواج، ويُعتبرون من أقرب الناس إلينا، ولنا معهم حقوق وواجبات متبادلة، وقد حثَّنا الله تعالى على صلة الأرحام وحسن معاملتهم.
1. تعريف ذوي الرحم في اللغة:
– ذوو الرحم في اللغة: هم الذين يجمع بينهم نسب واحد. ومنه: “رحمه الله”، أي جعله ذا رحمة.
– الرحم في اللغة: هو كلُّ ما ولدت الأنثى من جنينها. ومنه: “رحم أمه”، و”رحم الحامل”.
2. تعريف ذوي الرحم في الشرع:
– ذوو الرحم في الشرع: هم الذين يجمع بينهم نسب واحد، سواء كان هذا النسب من جهة الأب أو الأم. ومنه: “أرحامكم”، و”ذوو أرحامكم”.
– قال تعالى: “وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ” [الأحزاب: 6].
– وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أرحامك لحمة منك، فانظر بمن تصلهنَّ” [رواه البخاري ومسلم].
3. درجات ذوي الرحم:
– تنقسم درجات ذوي الرحم إلى مراتب متفاوتة حسب قربهم من بعضهم البعض، وأقربهم هم:
– الأصول: وهم الوالدان وجدَّاهما وصاعدًا.
– الفروع: وهم الأولاد وأولادهم وصاعدًا.
– الإخوة: وهم من ولدوا من أب واحد أو أم واحدة.
– الأعمام والعمات: وهم إخوة الأب أو الأم.
– الأخوال والخالات: وهم إخوة الأم.
4. حقوق ذوي الرحم:
– لذوي الرحم حقوق علينا، منها:
– صلة الرحم: وهي قطع المسافات والزيارات لربط الصلة والقرب منهم.
– الإحسان إليهم: وذلك بتقديم المساعدة والصدقة لهم، وإكرامهم، وحل مشاكلهم.
– حسن المعاملة: ومعاملتهم بالحسنى والرفق واللين.
– الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
5. فضل صلة الرحم:
– لصلة الرحم فضل عظيم في الدنيا والآخرة، منها:
– زيادة الرزق وبركة المال.
– زيادة العمر والحسنات.
– استجابة الدعاء.
– دخول الجنة.
– قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ” [الرعد: 21].
6. عقوبة قطيعة الرحم:
– لقطيعة الرحم عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، منها:
– نقصان الرزق وبركة المال.
– ضيق المعيشة.
– كثرة المشاكل والهموم.
– دخول النار.
– قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَى” [الشمس: 11].
7. الحالات التي يجوز فيها قطيعة الرحم:
– يجوز قطيعة الرحم في بعض الحالات، منها:
– إذا كان ذوو الرحم كافرين أو مشركين.
– إذا كان ذوو الرحم يفسدون في الأرض ويورثون العداوة والبغضاء.
– إذا كان ذوو الرحم يرتكبون المعاصي والمنكرات.
الخاتمة:
صلة الرحم من أهم الواجبات التي يجب أن نحرص عليها، فهي سبب في جلب السعادة والبركة في حياتنا، وتُحفظنا من الشرور والفتن، وتُعيننا على مواجهة الصعوبات، وتدفع عنا البلاء والفتن.