المقدمة:
المناجاة الشعبانية هي دعاء من أجمل الأدعية وأحبها إلى قلوب المؤمنين، وهي منسوبة إلى الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)، وقد وردت في كتابه “الصحيفة السجادية”، وقد وردت عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “من قرأ مناجاة شعبان غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر”، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: “من قرأ مناجاة شعبان في ليلة خمسة عشر من شعبان خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”.
الرجاء والخشوع:
يبدأ الإمام السجاد (عليه السلام) مناجاته بالتضرع إلى الله تعالى والرجاء منه أن يغفر له ذنوبه وأن يرحمه، ويطلب منه أن يقبل منه توبته وأن يهديه إلى صراطه المستقيم.
يستمر الإمام السجاد (عليه السلام) في مناجاته بالتعبير عن خشوعه لله تعالى وخضوعه له، ويقول له: “إلهي إليك أسلمت وجهي و إليك فوضت أمري و إليك أنبت شكواي فاغفر لي ذنوبي واشفني من سقمي وارزقني من فضلك وأصلح لي شأني ويسر لي أمري وقرب لي منك مناي يا من إليه المشتكى وإليه المتضرع وإليه المعول”.
ينهي الإمام السجاد (عليه السلام) هذه الفقرة من مناجاته بالتضرع إلى الله تعالى مرة أخرى، ويسأله أن يرحمه ويرزقه من فضله ويهديه إلى صراطه المستقيم.
الشكر والحمد:
يعبر الإمام السجاد (عليه السلام) في هذه الفقرة من مناجاته عن شكره لله تعالى على نعمه الكثيرة، ويحمد الله تعالى على هذه النعم، ويقول له: “الحمد لله الذي أخرجني من العدم إلى الوجود ومن الظلمات إلى النور وهداني للإسلام ومنّ عليّ بالإيمان ورزقني من فضله ورزقني من كرمه وأسبغ عليّ من جوده وأكرم وجهي بالإسلام”.
يستمر الإمام السجاد (عليه السلام) في مناجاته بشكر الله تعالى على نعمه العظيمة، ويقول له: “الحمد لله الذي رزقني من العقل رشده ومن الجسم صحته ومن الدين ما به زينني ومن الرزق ما به قيمني، ووصلني إلى كل ما يحب ويرضى ورزقني من فضلك ما ليس لأحد من خلقك من مثله وأنت أهل الحمد والشكر والثناء”.
ينهي الإمام السجاد (عليه السلام) هذه الفقرة من مناجاته بالدعاء إلى الله تعالى أن يزيده من فضله وأن يرزقه من الإيمان ما يبلغ به أعلى الدرجات.
الاستغفار والتوبة:
يستغفر الإمام السجاد (عليه السلام) الله تعالى في هذه الفقرة من مناجاته على ذنوبه ويطلب منه أن يتوب عليه وأن يرحمه، ويقول له: “اللهم إلى حضرتك رفعت حاجتي وأنت تعلم ما أريد وما لا أعلم، ونصحت لك في دعائي فاقبل مني واجب دعائي وانظر إلي بعين رحمتك وقبل توبتي وتقبل مني واستجب لي واعف عني وارحمني وضع عني سيئاتي وأحسن إلي وأنت المحسن المتفضل”.
يستمر الإمام السجاد (عليه السلام) في مناجاته بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، ويقول له: “اللهم غفرانك يا كريم يا من لا تضيع عنده الضائعون ولا يخيب عنده السائلون، اللهم إليك رفعت حاجتي فاقبل مني واجب دعائي وأنت تعلم ما أريد وما لا أعلم ونصحت لك في دعائي فاقبل مني واجب دعائي وانظر إلي بعين رحمتك”.
ينهي الإمام السجاد (عليه السلام) هذه الفقرة من مناجاته بالدعاء إلى الله تعالى أن يرزقه الإيمان والتقوى وأن يوفقه إلى العمل الصالح.
التضرع والدعاء:
يتضرع الإمام السجاد (عليه السلام) إلى الله تعالى في هذه الفقرة من مناجاته ويدعوه أن يحفظه من شرور نفسه ومن شرور الشيطان وأن يعصمه من الذنوب والآثام، ويقول له: “إلهي احفظني من شر نفسي ومن شر الشيطان ومن شر أعدائي ومن شر جيراني ومن شر كل من يريدني بسوء، اللهم احفظني بحفظك وأعنّي بعونك وأيدني بنصرك وارزقني من فضلك وأصلح لي شأني اللهم سخر لي أموري كلها”.
يستمر الإمام السجاد (عليه السلام) في مناجاته بالتضرع والدعاء إلى الله تعالى، ويقول له: “إلهي ارزقني من فضلك وارزقني من كرمك وارزقني من جودك وأصلح لي شأني وأصلح لي أموري كلها وأصلح لي أحوالي كلها، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي”.
ينهي الإمام السجاد (عليه السلام) هذه الفقرة من مناجاته بالدعاء إلى الله تعالى أن يرزقه الإيمان والتقوى وأن يوفقه إلى العمل الصالح.
الخوف والرجاء:
يعبر الإمام السجاد (عليه السلام) في هذه الفقرة من مناجاته عن خوفه من عذاب الله تعالى ورجائه في رحمته، ويقول له: “إلهي قد علمت أني لا أستحق منك إلا العقاب ولا أستوجب منك إلا النكال فكيف أصنع وقد حالت بيني وبينك ذنوبي وأحاطت بي خطيئتي وفصل بيني وبينك ما عملت، اللهم لم ينقطع رجائي منك ولم ييأس طمعي منك”.
يستمر الإمام السجاد (عليه السلام) في مناجاته بالتعبير عن خوفه من عذاب الله تعالى ورجائه في رحمته، ويقول له: “إلهي لو حاسبتني بما استحققت لم أدفع عن نفسي شيئا ولو عاقبتني بما اجترحت لم أنجو من عقابك ولكنك الرحيم الكريم المنان المتفضل وأنا العبد الذليل الخائف المستكين الراجي عفو رب العالمين”.
ينهي الإمام السجاد (عليه السلام) هذه الفقرة من مناجاته بالدعاء إلى الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ذنوبه وأن يتجاوز عن سيئاته.
التسليم والرضا:
يسلم الإمام السجاد (عليه السلام) لله تعالى في هذه الفقرة من مناجاته ويرضى بقضائه وقدره، ويقول له: “إلهي ليس لي قدرة على دفع شيء من بلاء أنزلته علي ولا دفع شيء من ضر ابتليتني به و لا دفع شيء من مصيبة أصبتني بها و لا دفع شيء من ذنب أذنبته ولا دفع شيء من خطيئة عملتها، ولا دفع شيء من معصية عصيتها إلا بك يا إلهي”.
يستمر الإمام السجاد (عليه السلام) في مناجاته بالتسليم لله تعالى والرضا بقضائه وقدره، ويقول له: “إلهي أسلمت إليك الأمر كله وكلته إليك وأفو