حديث اية المنافق ثلاث

حديث اية المنافق ثلاث

المدخل

حديث “آية المنافق ثلاث” من الأحاديث النبوية المشهورة، التي وردت في عدّة كتب الحديث، وروتها الصحاح الستة وغيرها، وهو حديث قدسي، أي أنه كلام الله عز وجل الذي أوحاه إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تكفّل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ببيانه للصحابة رضي الله عنهم.

آية المنافق ثلاث

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”.

الشرح:

1. إذا حدّث كذب: يعني أن المنافق إذا تحدّث ونطق نطق بالكذب، ويقصد بهذا الكذب الكذب في كل الأمور، سواء في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية، والكذب محرّم في الإسلام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

2. وإذا وعد أخلف: يعني أن المنافق إذا وعد بشيء لا يفي به، ويقصد بهذا الوعد الوعدفي كل الأمور، سواء في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية، والوفاء بالوعد واجب في الإسلام، قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}.

3. وإذا ائتمن خان: يعني أن المنافق إذا ائتُمن على شيء لا يؤدّ الأمانة، ويقصد بهذا الأمانة الأمانة في كل الأمور، سواء في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية، والأمانة واجبة في الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.

علامات النفاق في الإنسان:

1. التلون: يتلون المنافق حسب الظروف والأحوال، فإذا كان بين المؤمنين تظاهر بالإيمان، وإذا كان بين الكافرين تظاهر بالكفر.

2. الخداع: يخدع المنافق الناس بكلامه وأفعاله، ويستخدم مختلف الحيل والأساليب لإخفاء حقيقته.

3. الغدر: يغدر المنافق بالمؤمنين وينقض عهوده معهم، ويخون الأمانة التي حملها.

4. الرياء: يفعل المنافق الأعمال الصالحة من أجل أن يمدحه الناس ويثنوا عليه، وليس من أجل إرضاء الله تعالى.

5. التكبر: يتكبر المنافق على المؤمنين ويحتقرهم، ويظن أنه أفضل منهم.

6. الحقد: يحقد المنافق على المؤمنين ويتمنى لهم الشر، وقد يصل به الحقد إلى درجة أن يقتلهم.

7. النميمة: ينم المنافق على المؤمنين وينقل كلامهم إلى أعدائهم، ويحاول إفساد العلاقات بينهم.

موقف الإسلام من النفاق:

ينظر الإسلام إلى النفاق نظرة سلبية ويعتبره من أخطر الأمراض التي تصيب المجتمع الإسلامي، وقد حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من النفاق وبيّن خطورته، وقال: “أربعٌ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”.

كيفية التخلص من النفاق:

1. الإخلاص لله تعالى: أن يعبد الإنسان الله تعالى وحده لا شريك له، وأن يفعل الأعمال الصالحة من أجل إرضائه وحده، لا من أجل مدح الناس أو ثنائهم.

2. الصدق والأمانة: أن يكون الإنسان صادقًا في أقواله وأفعاله، وأن يؤدي الأمانة التي حملها.

3. الوفاء بالعهد: أن يفي الإنسان بعهوده ووعده، ولا ينقضها مهما كانت الظروف.

4. العدل والإنصاف: أن يعامل الإنسان الناس بالعدل والإنصاف، ولا يظلم أحدًا ولا يتعدى عليه.

5. التواضع: أن يكون الإنسان متواضعًا لا يتكبر على أحد، وأن يحسن إلى الناس.

6. التوبة والاستغفار: إذا وقع الإنسان في النفاق فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، وأن يقلع عن النفاق ويلتزم بالإخلاص لله وحده.

الخاتمة:

حديث “آية المنافق ثلاث” من الأحاديث النبوية المهمة التي تحذر من النفاق وتبين خطورته، وقد أوضحنا في هذا المقال معنى الحديث وشرحناه، وذكرنا علامات النفاق في الإنسان وموقف الإسلام من النفاق، وكيفية التخلص من النفاق، نسأل الله تعالى أن يجنبنا النفاق وأن يرزقنا الإخلاص له وحده.

أضف تعليق