No images found for آية عن التفاخر بالمال
المقدمة
التفاخر بالمال من الأمور المذمومة التي نهى عنها الإسلام، وذلك لأن المال لا يدوم، وهو زائل فاني، وليس مقياسًا لقيمة الإنسان الحقيقية. فالإنسان لا يتباهى إلا بما هو ثابت ودائم، والمال ليس كذلك. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من التفاخر بالمال، وتؤكد على أن التقوى وحدها هي معيار التفاضل بين الناس.
القرآن الكريم والنهي عن التفاخر بالمال
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر من التفاخر بالمال، ومن هذه الآيات:
سورة الإسراء، الآية 11: “وَإِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّينَ مِن رِّزْقِهِمْ عَلَى الَّذِينَ قُتِّرَ عَلَيْهِمْ فَيَكُونُوا فِيهِمْ سَوَاءً أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ”.
سورة غافر، الآية 83: “وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ”.
سورة الزخرف، الآية 33: “وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرٌ مُّضَاعَفٌ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ”.
الأحاديث النبوية والتحذير من التفاخر بالمال
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تحذر من التفاخر بالمال، ومن هذه الأحاديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحقر أحدكم نفسه، ولا يزدري أخاه، فإن امرأً مسلمًا أحب إلى الله من الدنيا وما فيها”.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تتمنوا زينة الحياة الدنيا، فإن الله عز وجل قد أذل أهل الأرض لأهل السماء”.
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أعجب الله أمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له”.
التفاخر بالمال ليس مقياسًا لقيمة الإنسان
الإنسان لا يتباهى إلا بما هو ثابت ودائم، والمال ليس كذلك. فالمال زائل فاني، ولا يدوم لأحد. وقد قال الشاعر:
وما المال والأهلون إلا ودائع
وإن بقيت فالخلفاء هم الباقون
فالإنسان الحكيم هو الذي يتباهى بما هو ثابت ودائم، مثل التقوى والإيمان والعلم والعمل الصالح. وقد قال الشاعر:
ومن يك ذا تقوى فإن الله زانه
بحسن ثناء دائم ما بقى الدهر
التفاخر بالمال يؤدي إلى الحسد والعداوة
التفاخر بالمال يؤدي إلى الحسد والعداوة بين الناس، وقد قال الشاعر:
إذا رأى الناس مال المرء زائدا
فما يزالون حتى ينقصوه
فمن يتباهى بماله ويفتخر به، فإنما يجلب على نفسه الحسد والعداوة من الآخرين. وقد قال الشاعر:
ومن يفتخر يوما بماله
يكن ذا عدو حيثما كان
التفاخر بالمال قد يؤدي إلى الخسران في الآخرة
من يتباهى بماله ويفتخر به، قد يؤدي به ذلك إلى الخسران في الآخرة. وقد قال الشاعر:
من افتخر بماله في الناس يوما
فلا يغرنك ما جمعت من مال
فإنما المال والقوم الذين هم
لله يعطيه من يشاء ويمنعه
التفاخر بالمال ليس دليلاً على السعادة
التفاخر بالمال ليس دليلاً على السعادة، فقد يكون الإنسان ثريًا ولكنه غير سعيد. وقد قال الشاعر:
ليس الغنى عن المال الكثير وإنما
الغنى غنى النفس حين تقنع
فالسعادة الحقيقية هي السعادة التي تأتي من الداخل، والتي لا تعتمد على المال أو أي شيء آخر. وقد قال الشاعر:
السعادة ليست بكثرة المال
ولا بارتفاع الجاه في العيال
السعادة أن ترى الدنيا بعين
راضية عن ما وهبك الرجال
التفاخر بالمال مذموم في جميع الأديان
التفاخر بالمال مذموم في جميع الأديان السماوية، وقد قال السيد المسيح عليه السلام: “من أراد أن يكون أولاً فليكن آخر الكل وخدام الكل”. وقال النبي موسى عليه السلام: “لا تتباهى بمالك أمام الآخرين، ولا ترى أنك أفضل منهم لأنك تمتلك المزيد من المال. فالمال لا يعني شيئًا في نظر الله، وهو لا يفضل الأغنياء على الفقراء”.
الخاتمة
التفاخر بالمال من الأمور المذمومة التي نهى عنها الإسلام، وذلك لأن المال لا يدوم، وهو زائل فاني، وليس مقياسًا لقيمة الإنسان الحقيقية. فالإنسان لا يتباهى إلا بما هو ثابت ودائم، والمال ليس كذلك. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من التفاخر بالمال، وتؤكد على أن التقوى وحدها هي معيار التفاضل بين الناس.