مقدمة:
الكرم هو أحد الفضائل الأخلاقية النبيلة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، والتي يتمثّل معناها في إعطاء الآخرين دون مقابل، سواء كان ذلك ماديًا أو معنويًا، وهو من الصفات التي يتزيّن بها المسلم، ويُظهر من خلاله خلقًا رفيعًا ومكانة عالية بين الناس، كما أن الكرم هو طبع أصيل وجبلّة فطر عليها الإنسان، إذ تكون يدُه العليا في العطاء، ولسانه العليا في الكلام الطيب، ووجهه العالي في الابتسامة.
مفهوم الكرم:
الكرم هو جُود النفس وبذل المال في وجوه الخير من غير منّة، وهو من الصفات المحمودة التي حثّ عليها الإسلام، حيث يكون الكرم في بذل المال والجاه والعلم والأدب وغيرها من الأموال المعنوية والمادية، والكرم في المال يكون ببذله على الفقراء والمساكين والأقارب والأصدقاء وفي وجوه الخير المختلفة، والكرم في الجاه يكون باستخدامه في نصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين، والكرم في العلم يكون ببذله للناس وتعليمهم دون مقابل، والكرم في الأدب يكون بالتواضع واللين في التعامل مع الآخرين.
آثار الكرم في الفرد والمجتمع:
1) ينشر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، ويكسب الإنسان مكانة عالية بين الناس ويجعله محبوبًا لديهم لما يقدمه من خير لهم.
2) يبعث السعادة والسرور في نفس الكَرِيم، حيث يشعر بالرضا الداخلي عن نفسه عندما يقدم الخير للآخرين.
3) يزيد البركة في المال والرزق، حيث وعد الله سبحانه وتعالى الذي ينفق ماله في سبيل الخير بالبركة في ماله وزيادته.
ثمار الكرم في الدنيا والآخرة:
1) ينال الكَرِيم محبة الناس وثنائهم عليه، فالكريم محبوب عند الناس، وله منزلة عالية بينهم، فهم يثنون عليه بالخير ويدعون له بالتوفيق والسعادة.
2) ينال الكَرِيم رضا الله سبحانه وتعالى، فالكرم من الأخلاق المحمودة التي يحبها الله ويرضاها، ويدخل الكَرِيم بسببه الجنة وينال الثواب العظيم.
3) ينال الكَرِيم السعادة والسرور في الدنيا والآخرة، فالكرم يجلب الفرح والسعادة لصاحبه في الدنيا والآخرة، فالكريم يعيش سعيدًا في الدنيا ومحبوبًا من الناس، ويدخل الجنة في الآخرة وينعم بنعيمها.
القدوة في الكرم:
1) الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أَكْرَمَ الناس وأَجْوَدُهم، وكان يبذل ماله في سبيل الخير دون مقابل، فقد كان يعطي الفقراء والمساكين والأقارب والأصدقاء وكان ينفق ماله في وجوه الخير المختلفة.
2) الخلفاء الراشدون: كان الخلفاء الراشدون من أكرم وأجود الناس، وكانوا يبذلون أموالهم في سبيل الخير دون مقابل، وكانوا ينفقون أموالهم في وجوه الخير المختلفة.
3) الصحابة الكرام: كان الصحابة الكرام من أكرم وأجود الناس، وكانوا يبذلون أموالهم في سبيل الخير دون مقابل، وكانوا ينفقون أموالهم في وجوه الخير المختلفة.
كيف نكون كرماء:
1) علينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والخلفاء الراشدين في الكرم والجود.
2) علينا أن نتعود على بذل المال والجاه والعلم والأدب وغيرها من الأموال المعنوية والمادية في سبيل الخير.
3) علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا وبناتنا حب الكرم والجود، وندعوهم إلى بذل الخير للناس.
مواقف من الكرم:
1) موقف الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه: عندما كان عثمان بن عفان واليًا على المدينة المنورة، كان يخرج في كل يوم إلى السوق وينادي: “من أراد أن يأخذ من بر مصر فليأتني”، وكان يعطي الناس من بر مصر دون مقابل، حتى نفد البر.
2) موقف الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: عندما كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يخرج إلى السوق، كان يحمل معه كيسًا من الدراهم، وكان يعطي الفقراء والمساكين من الدراهم دون مقابل.
3) موقف الصحابية الجليلة عائشة رضي الله عنها: عندما كانت عائشة رضي الله عنها تخرج إلى السوق، كانت تحمل معها كيسًا من الطعام، وكانت تعطي الفقراء والمساكين من الطعام دون مقابل.
الخاتمة:
الكرم من الفضائل الأخلاقية النبيلة التي حث عليها الإسلام، وهو من الصفات المحمودة التي يتزيّن بها المسلم، ويُظهر من خلاله خلقًا رفيعًا ومكانة عالية بين الناس، كما أنه طبع أصيل وجبلّة فطر عليها الإنسان، إذ تكون يدُه العليا في العطاء، ولسانه العليا في الكلام الطيب، ووجهه العالي في الابتسامة، وآثار الكرم في الفرد والمجتمع كثيرة، ومما يدل على فضل الكرم أن الله سبحانه وتعالى أثنى على الكرماء في كتابه الكريم، ووعدهم بالجزاء العظيم في الدنيا والآخرة، فالكرم خلق نبيل يدل على طيب نفس صاحبه، وهو من الأخلاق التي يحبها الله ويرضاها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والخلفاء الراشدون من أكرم وأجود الناس، فعلينا أن نقتدي بهم في الكرم والجود، وأن نتعود على بذل المال والجاه والعلم والأدب وغيرها من الأموال المعنوية والمادية في سبيل الخير، وأن نغرس في نفوس أبنائنا وبناتنا حب الكرم والجود، وندعوهم إلى بذل الخير للناس.