قل في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين

قل في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين

المقدمة

سورة الأنعام هي سورة مكية، نزلت بعد سورة المائدة في ترتيب النزول، وقبل سورة الأعراف. وهي السورة السادسة في ترتيب المصحف الشريف، وهي من السور الطوال، إذ يبلغ عدد آياتها 165 آية. وتناولت السورة العديد من الموضوعات، منها: خلق السماوات والأرض، وإثبات توحيد الله تعالى، وبيان صفات الله الحسنى، ودلائل وجود الله تعالى، وذكر قصص الأنبياء والمرسلين، والتحذير من الكفر والشرك، والترغيب في الإيمان والعمل الصالح.

دلائل وجود الله تعالى

تناولت سورة الأنعام العديد من الآيات التي تبين دلائل وجود الله تعالى، ومنها:

آيات تدل على وجود الله تعالى من خلال مخلوقاته، مثل قوله تعالى: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنعام: 1].

آيات تدل على وجود الله تعالى من خلال صفاته، مثل قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الأنعام: 102].

آيات تدل على وجود الله تعالى من خلال آثاره، مثل قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُخْلَقُ الْغَمَامُ ثُمَّ يُرْسَلُ السَّمَاءَ فَيَنْشُرُهُ فَيَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} [الأنعام: 99].

قصص الأنبياء والمرسلين

تضمنت سورة الأنعام العديد من قصص الأنبياء والمرسلين، ومنها:

قصة نبي الله نوح عليه السلام، مثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [الأنعام: 14].

قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، مثل قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى بِمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَاتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا} [الأنعام: 83].

قصة نبي الله موسى عليه السلام، مثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى التَّوْرَاةَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ لا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا} [الأنعام: 154].

التحذير من الكفر والشرك

حذرت سورة الأنعام من الكفر والشرك، ومن ذلك:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 88].

قوله تعالى: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [الأنعام: 116].

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [الأنعام: 119].

الترغيب في الإيمان والعمل الصالح

رغبت سورة الأنعام في الإيمان والعمل الصالح، ومن ذلك:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [الأنعام: 90].

قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاللَّهُ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [الأنعام: 161].

قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام: 141].

الخاتمة

لقد تناولنا في هذه المقالة بعضًا من الموضوعات التي وردت في سورة الأنعام، وهي سورة عظيمة من سور القرآن الكريم، وقد حوت على العديد من الآيات البينات والحجج القاطعة على وجود الله تعالى، وعلى وحدانيته وصفاته الحسنى. كما تضمنت السورة العديد من قصص الأنبياء والمرسلين، وما لاقوه من أذى وتكذيب من قومهم، وكيف صبروا وثابروا في الدعوة إلى الله تعالى. وقد حذرت السورة من الكفر والشرك، ورغبت في الإيمان والعمل الصالح. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

أضف تعليق