أرنوبي
أرنوبي هو أب قديس وشهيد، يحظى بالتبجيل في الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. ولد في شمال إفريقيا في أواخر القرن الثالث وتوفي في أوائل القرن الرابع. يُعتقد أنه كان محاميًا ومدرسًا للخطابة قبل أن يتحول إلى المسيحية.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد أرنوبي في قرطاج، شمال إفريقيا، في أواخر القرن الثالث. كان من عائلة وثنية، لكنه درس الفلسفة المسيحية وأصبح مسيحياً حوالي عام 300. بعد ذلك، بدأ بتدريس الخطابة في قرطاج.
عمله “ضد الوثنيين”
أشهر أعمال أرنوبي هو كتابه “ضد الوثنيين”، وهو دفاع عن المسيحية ضد الوثنيين. كُتب الكتاب بين عامي 303 و305، خلال فترة اضطهاد المسيحيين تحت حكم الإمبراطور دقلديانوس. في هذا الكتاب، ينتقد أرنوبي الوثنيين على معتقداتهم الدينية وطقوسهم. كما يدافع عن المسيحية باعتبارها الدين الحقيقي.
اعتناقه للمسيحية
في كتابه “ضد الوثنيين”، يروي أرنوبي قصة اعتناقه للمسيحية. يقول إنه كان يدرس المسيحية في قرطاج عندما سمع عن قصص المعجزات التي أجراها يسوع المسيح. وقد أثارته هذه القصص، وبدأ بدراسة المسيحية بجدية أكبر. بعد فترة، أصبح مسيحياً وتخلى عن معتقداته الوثنية.
أسلوبه الأدبي
يتميز أسلوب أرنوبي الأدبي بسخريته اللاذعة وبلاغته القوية. كما أنه يستخدم الاستعارات والمجازات بشكل مكثف. وقد أثر أسلوبه الأدبي في العديد من الكتاب المسيحيين اللاحقين.
وفاته
توفي أرنوبي في أوائل القرن الرابع. ويعتقد أنه مات شهيدًا، أي أنه قُتل بسبب إيمانه بالمسيحية. يُحتفل بعيده في 30 يوليو في الكنيسة الكاثوليكية و25 مارس في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.
أعماله الأخرى
بالإضافة إلى كتابه “ضد الوثنيين”، يُنسب إلى أرنوبي عدد من الأعمال الأخرى، بما في ذلك:
“رسالة إلى سيرينوس”: وهي رسالة إلى صديق وثني يدافع فيها أرنوبي عن المسيحية.
“شذرات”: وهي مجموعة من المقتطفات من أعمال أرنوبي وغيره من الكتاب المسيحيين الأوائل.
“مناقشة مع سيسيروس”: وهي حوار بين أرنوبي وسيسيروس، الفيلسوف الروماني الشهير.
الخلاصة
أرنوبي هو أحد أهم الكتاب المسيحيين الأوائل. وقد لعب دورًا مهمًا في الدفاع عن المسيحية ضد الوثنيين. وكان أسلوبه الأدبي الساخر والبليغ مؤثرًا في العديد من الكتاب المسيحيين اللاحقين.