تصبح على خير حبيبي شعر
مقدمة
تصبح على خير حبيبي، عبارة بسيطة تحمل الكثير من المعاني الجميلة، فهي تعبير عن الحب والاهتمام والرغبة في حماية من نحب من كل مكروه، وقد تغنى الشعراء العرب بهذا المعنى منذ القدم، فكتبوا أجمل القصائد والأبيات الشعرية التي تصف لحظات الوداع بين الحبيبين، وتتوسل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم ويحملهم في عنايته.
وداع الأحبة
وداع الأحبة هو من أصعب اللحظات التي يمكن أن يمر بها الإنسان، ففي هذه اللحظات يشعر المرء بأنه يفقد جزءًا من نفسه، لذلك فإن الشعراء قد وصفوا هذه اللحظات بأروع الكلمات وأصدق المشاعر، فقال الشاعر:
وَدَّعْتُهُ وَالْعَيْنُ مُجْهَشَّةٌ وَفِي الْفُؤَادِ لَهَيبُ الشَّوْقِ مُتَّقِدُ
وَقُلْتُ خُذْ مِنْ رُوحِي مَا شِئْتَ فَإِنَّنِي صَبْرًا عَلَى هَجْرِكَ لَا أَتَمَلَّدُ
وَلا تَظُنَّ بِأَنَّ النَّوْمَ يَغْلِبُنِي فَقَدْ هَجَرْتُ الرُّقَادَ وَهُوَ مُلْتَزِمُ
أماكن الوداع
أماكن الوداع هي أيضًا من الأماكن التي لها مكانة خاصة في وجدان الشعراء، ففي هذه الأماكن عاشوا أجمل الذكريات مع أحبائهم، لذلك فإنهم عندما يودعونهم في هذه الأماكن يشعرون بألم مضاعف، فقال الشاعر:
وَدَّعْتُهَا بِعَوَاذِي الْعِرَاقِ فَقَالَتِ الْأَرْضُ مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ غَرِيبُ
إِنِّي هُوَ الدَّارِعِيُّ الْعَاشقُ الصَّبُّ وَإِنِّي مِنْ كُلِّ مَوْجُودٍ أَنِيبُ
فَقَالَتِ الأَرْضُ مَرْحَبًا بِكَ وَقَدْ كُنْتُ بِالْعِشْقِ كَدْري مَصِيبُ
أوقات الوداع
أوقات الوداع هي أيضًا من العوامل التي تؤثر في نفس الشاعر، ففي أوقات الليل والظلام تبدو لحظات الوداع أكثر صعوبة وألمًا، فقال الشاعر:
وَدَّعْتُهُ دَارَ الْوِدَاعِ مُزَمَّعًا وَالْقَلْبُ يَحْتَفِلُ بِالْأَنَّاتِ
وَاللَّيْلُ يَسْهُدُ فِي أَطْرَافِ مُهْجَتِي وَالْجِسْمُ يَرْتَجِفُ مِنْ خَوْفِ الْفُرَاقِ
وَالدَّمْعُ يَهْطِلُ كَالْأَمْطَارِ مُنْهَمِرًا وَالرُّوحُ تَئْنُ كَأَنَّهَا تَطِيرُ
أسباب الوداع
تتعدد أسباب الوداع بين الحبيبين، فقد يكون السبب سفرًا أو هجرةً أو موتًا، وفي كل حالة من هذه الحالات يكون للوداع طعمه الخاص وألمه الخاص، فقال الشاعر:
وَدَّعْتُهُ وَالدُّمُوعُ تَحُلُّ عَلَى الْخَدِّ كَالْإِكْلِيلِ
وَقُلْتُ خُذْ مِنِّي النَّفْسَ وَأَنْتَ حَسْبِي وَأَنْتَ الْكَفِيلُ
فَقَالَ إِنِّي مُسَافِرٌ وَمَوْتُنَا شَيْءٌ لَا مَنْدُوحَ
ألم الوداع
ألم الوداع هو من أصعب الآلام التي يمكن أن يشعر بها الإنسان، فهو ألم يمزق القلب ويترك أثراً عميقاً في النفس، فقال الشاعر:
فَوَدَّعْتُهُ بِدُمُوعِ مُنْهَمِرَةٍ وَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَرَى كُلَّ مُتْهَجِّرِ
فَقَالَ اصْبِرْ فَوَفَاءِ الْمُحِبِّ لَهُ دَوَاءٌ لِمَنْ يُبْتَلَى بِالسَّفَرِ
وَقُلْتُ اصْبِرْ فَوَفَاءِ الْمُحِبِّ لَهُ شِفَاءٌ لِمَنْ يُبْتَلَى بِالْهُجَرِ
مظاهر الوداع
تتعدد مظاهر الوداع بين الحبيبين، فقد تكون بكاءً أو عناقًا أو قبلة، أو قد تكون كلمة بسيطة تحمل الكثير من المعاني، فقال الشاعر:
وَدَّعْتُهُ بِدُمُوعِ الْحُبِّ وَالْأَسَى وَقُلْتُ لَهُ خُذْ مِنِّي مَا تُحِبُّ
فَقَالَ لِي خُذْ هَذِهِ الْقُبْلَةَ وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ عَزِيْز عَلَى قَلْبِي
فَقُلْتُ لَهُ وَأَنْتَ عَزِيْز عَلَى قَلْبِي وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَحْفَظَكَ لِي
الخلاصة
تصبح على خير حبيبي شعر هو نوع من الشعر الذي يعبر عن مشاعر الحب والوداع بين الحبيبين، وقد كتب الشعراء العرب الكثير من القصائد والأبيات الشعرية في هذا المجال، والتي تتناول مواضيع مختلفة مثل وداع الأحبة، وأماكن الوداع، وأوقات الوداع، وأسباب الوداع، وألم الوداع، ومظاهر الوداع، وغيرها من المواضيع المتعلقة بالوداع.