تقديم :
البحر المحيط هو أحد أشهر كتب التفسير في العالم الإسلامي، ألفه العالم الجليل الإمام أبو حيان الأندلسي (654 – 745 هـ). وهو تفسير كبير وموسع، يقع في ثمانية مجلدات، تناول فيه المؤلف جميع آيات القرآن الكريم بالشرح والتفصيل، معتمدًا على أقوال المفسرين السابقين، وعلى اجتهاده الخاص. وقد حظي هذا التفسير بشهرة واسعة بين العلماء والدارسين، ولا يزال يعتبر أحد المراجع الأساسية في علم التفسير حتى يومنا هذا.
المؤلف :
أبو حيان الأندلسي هو عالم مسلم من الأندلس، ولد في مدينة جبل طارق عام 654 هـ. درس في الأندلس على يد عدد من العلماء البارزين، ثم رحل إلى المشرق الإسلامي، واستقر في القاهرة. وقد كان أبو حيان عالماً موسوعياً، له مؤلفات في مختلف العلوم الإسلامية، من أهمها: “البحر المحيط”، و “التفسير الكبير”، و “الارتشاف في علوم القرآن”.
منهج المؤلف في التفسير :
اتبع أبو حيان الأندلسي في تفسيره منهجاً وسطاً بين منهج المفسرين الذين يعتمدون على النقل فقط، ومنهج المفسرين الذين يعتمدون على العقل فقط. فقد اعتمد على أقوال المفسرين السابقين، وعلى اجتهاده الخاص، وعلى الأدلة اللغوية والعقلية. وقد كان أبو حيان عالماً لغوياً بارعاً، لذلك فقد كان تفسيره غنياً بالشواهد اللغوية. كما كان عالماً بالفقه وأصول الفقه، لذلك فقد كان تفسيره غنياً بالمسائل الفقهية والاستدلالية.
أهمية الكتاب :
يعتبر البحر المحيط من أهم كتب التفسير في العالم الإسلامي، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: اتساعه وشامليته، فقد تناول فيه المؤلف جميع آيات القرآن الكريم بالشرح والتفصيل.
ثانياً: اعتماد المؤلف على أقوال المفسرين السابقين، وعلى اجتهاده الخاص، وعلى الأدلة اللغوية والعقلية.
ثالثاً: غنى الكتاب بالشواهد اللغوية والمسائل الفقهية والاستدلالية.
رابعاً: أسلوب المؤلف الواضح والسلس، الذي يجعله في متناول جميع القراء.
أقسام الكتاب وموضوعاته :
ينقسم البحر المحيط إلى ثمانية مجلدات، تناول فيه المؤلف جميع آيات القرآن الكريم بالشرح والتفصيل. وقد رتب المؤلف الكتاب على حسب ترتيب السور في القرآن الكريم، وبدأ كل سورة بمقدمة موجزة عن السورة، ثم شرع في تفسير الآيات واحدة تلو الأخرى. وقد تناول المؤلف في تفسيره جميع جوانب الآيات، بما في ذلك: المعنى اللغوي والاصطلاحي، والأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، الأحكام الفقهية، والعقائد الإسلامية، والأخلاق والآداب.
الاستفادة من الكتاب :
يمكن الاستفادة من كتاب البحر المحيط في العديد من المجالات، من أهمها:
أولاً: دراسة علوم القرآن الكريم، مثل: أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، وغير ذلك.
ثانياً: دراسة التفسير بالمأثور، أي تفسير القرآن الكريم بأقوال المفسرين السابقين.
ثالثاً: دراسة التفسير بالرأي، أي تفسير القرآن الكريم باجتهاد المفسر نفسه.
رابعاً: دراسة علوم اللغة العربية، مثل: النحو، والصرف، والبلاغة، وغير ذلك.
خامساً: دراسة الفقه وأصول الفقه.
سادساً: دراسة العقائد الإسلامية.
سابعاً: دراسة الأخلاق والآداب.
الانتقادات الموجهة للكتاب :
رغم أهمية كتاب البحر المحيط، إلا أنه تعرض لبعض الانتقادات من بعض العلماء، من أهمها:
أولاً: انتقده بعض العلماء بأنه مطول للغاية، وأن فيه الكثير من التفاصيل غير الضرورية.
ثانياً: انتقده بعض العلماء بأنه متأثر بالفلسفة اليونانية، وبالأخص بفلسفة أرسطو.
ثالثاً: انتقده بعض العلماء بأنه فيه بعض الآراء الغريبة والشاذة.
الخاتمة :
كتاب البحر المحيط هو أحد أهم كتب التفسير في العالم الإسلامي، ألفه العالم الجليل الإمام أبو حيان الأندلسي. وهو تفسير كبير وموسع، تناول فيه المؤلف جميع آيات القرآن الكريم بالشرح والتفصيل، معتمدًا على أقوال المفسرين السابقين، وعلى اجتهاده الخاص. وقد حظي هذا التفسير بشهرة واسعة بين العلماء والدارسين، ولا يزال يعتبر أحد المراجع الأساسية في علم التفسير حتى يومنا هذا.