اصناف الناس في استقبال رمضان

مقدمة

رمضان شهر مبارك يحمل معه الكثير من الرحمة والبركات، وهو شهر يتسابق فيه المسلمون إلى الخيرات ويتنافسون في الطاعات، وتتنوع أصناف الناس في استقبال رمضان، فمنهم من يستقبله بالفرح والسرور، ومنهم من يستقبله بالخشية والرهبة، ومنهم من يستقبله بالتقصير والتفريط.

المشتاقون إلى رمضان

هم الذين ينتظرون رمضان بفارغ الصبر، ويعدون الأيام والليالي لقدومه، ويفرحون بقدومه ويستقبلونه بالترحيب والابتهاج، ويبذلون قصارى جهدهم في الاستعداد له من خلال التوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتجديد العهد معه، وتطهير القلوب والنفوس من الذنوب والآثام، وتعاهدها بالطاعات والقربات.

اللاهون عن رمضان

هم الذين لا يعيرون رمضان أي اهتمام، ولا يفرقون بينه وبين غيره من الشهور، ولا يستعدون له بأي شكل من الأشكال، بل يمضون وقتهم في اللهو واللعب والغفلة عن ذكر الله تعالى، ولا يبالون بقدومه ولا بانقضائه، ولا يعلمون فضله ولا آثاره الطيبة على القلوب والنفوس.

المترددون في رمضان

هم الذين يترددون في استقبال رمضان، ولا يعرفون كيف يستقبلونه، ولا يعرفون ما الذي يجب عليهم فعله فيه، فيكونون حائرين مترددين، ولا يدرون ماذا يفعلون، ولا ينتظمون في العبادة والطاعة، ولا يحرصون على اغتنام أوقاته المباركة، ولا يبالون بلياليه الفضيلة.

المتقصّرون في رمضان

هم الذين يستقبلون رمضان بالتقصير والتفريط، ولا يبذلون الجهد الكافي في العبادة والطاعة، ولا يحسنون استغلال أوقاته المباركة، ولا يحرصون على اغتنام لياليه الفضيلة، ويكونون كسالى متكاسلين، لا يقومون الليل ولا يصومون النهار، ولا يكثرون من الدعاء والذكر والاستغفار، ولا يتصدقون على الفقراء والمساكين.

المجتهدون في رمضان

هم الذين يجتهدون في العبادة والطاعة في رمضان، ويحرصون على اغتنام أوقاته المباركة، ويستقبلونه بالفرح والسرور، ويبذلون قصارى جهدهم في العبادة والطاعة، ويكثرون من الدعاء والذكر والاستغفار، ويتصدقون على الفقراء والمساكين، ويجتهدون في أداء العبادات المفروضة والنوافل، ويحرصون على قراءة القرآن الكريم وتلاوته.

الغافلون عن رمضان

هم الذين يغفلون عن رمضان ولا يعيرونه أي اهتمام، ولا يدركون فضله ولا آثاره الطيبة على القلوب والنفوس، ويكونون مشغولين بأمور الدنيا وملذاتها، ولا يفكرون في الآخرة ولا في يوم الحساب، ولا يبالون بقدوم رمضان ولا بانقضائه، ولا يستعدون له بأي شكل من الأشكال.

المستعدون لرمضان

هم الذين يستعدون لرمضان قبل حلوله بفترة طويلة، ويتهيأون له بكل ما أوتوا من قوة، ويستقبلونه بالفرح والسرور، ويحرصون على اغتنام أوقاته المباركة، ويجتهدون في العبادة والطاعة، ويكثرون من الدعاء والذكر والاستغفار، ويتصدقون على الفقراء والمساكين، ويصلون الأرحام، ويبذلون قصارى جهدهم في إحياء ليالي رمضان المباركة.

الخاتمة

رمضان شهر مبارك يحمل معه الكثير من الرحمة والبركات، وهو شهر يتسابق فيه المسلمون إلى الخيرات ويتنافسون في الطاعات، وتتنوع أصناف الناس في استقبال رمضان، فمنهم من يستقبله بالفرح والسرور، ومنهم من يستقبله بالخشية والرهبة، ومنهم من يستقبله بالتقصير والتفريط، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لاستقبال رمضان بالفرح والسرور، وأن يجعلنا من المشتاقين إليه والمتسابقين في الخيرات فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *