المقدمة
اللعن هو إبعاد الشخص عن رحمة الله وإبعاده عن جنته. وهو من أشد العقوبات التي يمكن أن ينزلها الله تعالى على عباده. وقد ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف العديد من الأدلة على أن اللعن من أشد العقوبات التي يمكن أن ينزلها الله تعالى على عباده وإبعادهم عن رحمته، ففي سورة آل عمران، يقول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَاءَتْ مَصِيراً” (آية 9).
أول ظالم ظلم حق
وإذا تحدثنا عن أول ظالم ظلم حق، فلا بد أن نتحدث عن الشيطان الرجيم، الذي كان أول من عصى الله تعالى وكفر به، وأغوى آدم وحواء على أكل الشجرة التي نهاهما الله تعالى عن أكلها. وقد لعن الله تعالى الشيطان الرجيم على عصيانه وكفره، وأبعده عن رحمته، وأعد له نار جهنم.
اللعنة على الظالمين
وقد ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف العديد من الأدلة على أن الله تعالى يلعن الظالمين ويوقع عليهم عقابه الشديد. ففي سورة آل عمران، يقول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً” (آية 10).
لعنة الله على الظالمين
وقد لعن الله تعالى الظالمين في سورة الأعراف، فقال: “وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (آية 167).
عقوبة الظالمين في الدنيا والآخرة
وقد توعد الله تعالى الظالمين بعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا، قد يسلط الله تعالى عليهم الظالمين من الناس، كما قال تعالى في سورة الشورى: “وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ” (آية 37). وفي الآخرة، سوف يُحاسب الله تعالى الظالمين على ظلمهم، وسيعاقبهم بعقوبة شديدة.
لعنة الله على من حاد عن سبيل الحق
واللعنة لا تقتصر على الشيطان الرجيم والظالمين فقط، بل إنها تشمل كل من حاد عن سبيل الحق واتبع هواه. وقد ورد في سورة طه، يقول الله تعالى: “فَإِنَّهُ مَنْ حَادَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” (آية 124).
اللعنة على الكافرين والمنافقين
وقد لعن الله تعالى الكافرين والمنافقين في سورة المنافقين، فقال: “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” (آية 13).
الخلاصة
اللعنة هي إبعاد الشخص عن رحمة الله وإبعاده عن جنته. وقد ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف العديد من الأدلة على أن اللعن من أشد العقوبات التي يمكن أن ينزلها الله تعالى على عباده. وقد لعن الله تعالى الشيطان الرجيم والظالمين والكافرين والمنافقين. وقد توعد الله تعالى الظالمين بعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.