اللهم أنزل الشفاء
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
اللهم أنزل الشفاء على مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين. اللهم اشفهم شفاءً لا يغادر سقماً، واشفهم شفاءً عاجلاً غير آجل، واشفهم شفاءً تاماً لا يغادر مرضاً.
اللهم إنك أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، فاشف مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
الشفاء من الله وحده
الشفاء من الله وحده، لا يملكه طبيب ولا دواء. فمهما بلغ الطب من تقدم ومهما كثرت الأدوية، فإن الشفاء لا يأتي إلا من عند الله تعالى.
قال الله تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين}. وقال تعالى: {وقال إذا مرضت فهو يشفين}. وقال تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}.
فإذا مرض أحد منا، فلا نلجأ إلى الأطباء والدواء وحسب، بل علينا أن نلجأ إلى الله تعالى أولاً، وندعوه أن يشفينا.
الدعاء بالشفاء
الدعاء بالشفاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. والدعاء لا يرد، فإذا دعا العبد ربه مخلصاً، فإنه يستجيب له.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”. وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القدر”. وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”.
فإذا مرض أحد منا، فعلينا أن ندعو الله تعالى أن يشفينا، وأن نتضرع إليه ونلح عليه في الدعاء.
التوكل على الله
عندما ندعو الله تعالى أن يشفينا، فعلينا أن نتكل عليه وحده، وأن نؤمن بأن الشفاء لا يأتي إلا من عنده. فلا نعلق آمالنا على الأطباء والدواء، بل نعلق آمالنا على الله وحده.
قال الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}. وقال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}. وقال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
فإذا توكلنا على الله وحده، فإننا سنكون مطمئنين إلى أننا سنشفى، مهما كانت حالتنا الصحية.
الصبر على المرض
عندما تمرض، فعليك أن تصبر على المرض. فالمرض ابتلاء من الله تعالى، وعليك أن تتحمله بصبر واحتساب.
قال الله تعالى: {وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}. وقال تعالى: {والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}. وقال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
فالصبر على المرض من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى. وعندما تصبر على المرض، فإنك تكون قد كفرت عن ذنوبك، ورفعت درجتك عند الله تعالى.
الرضا بقضاء الله وقدره
عندما تمرض، فعليك أن ترضى بقضاء الله وقدره. فالمرض من قضاء الله وقدره، وعليك أن تقبله برضا وتسليم.
قال الله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور}. وقال تعالى: {وأن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}. وقال تعالى: {وإن يمسسكم قرح ف