المتشابهات في سورة البقرة
مقدمة
سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، وتشتمل على 286 آية. وهي سورة مدنية، نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى المدينة. وتتناول السورة العديد من الموضوعات، بما في ذلك الإيمان بالله واليوم الآخر، والوحي والرسالة، والأنبياء والرسل، والأحكام الشرعية. وتحتوي السورة أيضًا على عدد من الآيات المتشابهات، وهي الآيات التي يختلف العلماء في تفسيرها.
أسباب اختلاف العلماء في تفسير المتشابهات
هناك عدة أسباب لاختلاف العلماء في تفسير المتشابهات، منها:
1. اختلاف اللغة العربية: اللغة العربية لغة واسعة وثرية، وكثيراً ما تحمل الكلمة الواحدة أكثر من معنى. وهذا ما يجعل تفسير بعض الآيات المتشابهات صعباً.
2. السياق التاريخي للآية: النص القرآني لا يفهم إلا في سياقه التاريخي. وهذا يعني أن تفسير الآية الواحدة قد يختلف باختلاف السياق التاريخي الذي نزلت فيه.
3. وجود الآيات المحكمة: الآيات المحكمة هي الآيات التي لا تحتمل أكثر من تفسير واحد. وهي بمثابة معيار لتفسير الآيات المتشابهات. وهذا يعني أنه لا يمكن تفسير الآية المتشابهة إلا بما يتفق مع الآيات المحكمة.
أنواع المتشابهات في سورة البقرة
هناك عدة أنواع للمتشابهات في سورة البقرة، منها:
1. المتشابهات المتعلقة بالإلهيات: وهي الآيات التي تتحدث عن صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى. ومثال على ذلك الآية التي تقول: “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير” (سورة الشورى، الآية 11).
2. المتشابهات المتعلقة بالغيبيات: وهي الآيات التي تتحدث عن أمور غيبية مثل يوم القيامة والجنة والنار. ومثال على ذلك الآية التي تقول: “إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام” (سورة لقمان، الآية 34).
3. المتشابهات المتعلقة بالأحكام الشرعية: وهي الآيات التي تتحدث عن الأحكام الشرعية مثل الزواج والطلاق والميراث. ومثال على ذلك الآية التي تقول: “وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ولم تفرضوا لهن فريضة فمتاع بالمعروف حقًا على المحسنين” (سورة البقرة، الآية 236).
4. المتشابهات المتعلقة بالقصص القرآني: وهي الآيات التي تتحدث عن قصص الأنبياء والرسل والأمم السابقة. ومثال على ذلك الآية التي تقول: “وإذ قال موسى لقومه يا قوم لماذا تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم” (سورة الأعراف، الآية 150).
5. المتشابهات المتعلقة بالتشريعات: وهي الآيات التي تتحدث عن التشريعات الإسلامية مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج. ومثال على ذلك الآية التي تقول: “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (سورة البقرة، الآية 183).
6. المتشابهات المتعلقة بالأخلاق: وهي الآيات التي تتحدث عن الأخلاق والفضائل والرذائل. ومثال على ذلك الآية التي تقول: “وإن تبدوا الخير أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان غفورًا رحيمًا” (سورة النساء، الآية 149).
7. المتشابهات المتعلقة بالعقيدة: وهي الآيات التي تتحدث عن العقيدة الإسلامية وأصول الدين. ومثال على ذلك الآية التي تقول: “آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والأنبياء من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون” (سورة آل عمران، الآية 84).
حكم تفسير المتشابهات
اختلف العلماء في حكم تفسير المتشابهات، فقال بعضهم إنه لا يجوز تفسيرها إلا لمن كان عالماً بتفسير القرآن الكريم. وقال آخرون إنه يجوز تفسيرها لمن كان عالماً أو غير عالم. والصحيح أن تفسير المتشابهات جائز لمن كان عالماً أو غير عالم، ولكن بشرط أن يكون التفسير موافقًا للآيات المحكمة.
فوائد تفسير المتشابهات
هناك العديد من الفوائد لتفسير المتشابهات، منها:
1. فهم معاني القرآن الكريم: تفسير المتشابهات يساعد على فهم معاني القرآن الكريم بشكل صحيح.
2. الإجابة عن أسئلة الناس: تفسير المتشابهات يساعد على الإجابة عن أسئلة الناس حول القرآن الكريم.
3. إزالة الشكوك والشبهات: تفسير المتشابهات يساعد على إزالة الشكوك والشبهات حول القرآن الكريم.
خاتمة
المتشابهات في سورة البقرة هي جزء لا يتجزأ من القرآن الكريم. وهي آيات لها معانيها ودلالاتها الخاصة. وقد اختلف العلماء في تفسير المتشابهات، ولكن الصحيح أن تفسيرها جائز لمن كان عالماً أو غير عالم، ولكن بشرط أن يكون التفسير موافقًا للآيات المحكمة. وتفسير المتشابهات له العديد من الفوائد، منها فهم معاني القرآن الكريم والإجابة عن أسئلة الناس وإزالة الشكوك والشبهات.