المقدمة
التسامح في الإسلام من أسمى القيم التي حث عليها القرآن الكريم، فهو يعد من الأخلاق التي يتحلى بها المؤمن المسلم، فالله تعالى يحب المتسامحين، وجعل جنته لهم، وأعد لهم فيها أجراً عظيماً. وقد أمر الله تعالى عباده بالتسامح فيما بينهم، ونهاهم عن الحقد والضغينة، وذلك لما للتسامح من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع. ومن أهم الآيات القرآنية التي تحث على التسامح ما يلي:
القرآن الكريم عن التسامح
1. سورة آل عمران (134):
“وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”
يتحدث الآية عن أهمية التسامح والعفو عن الناس، وأن الله تعالى يحب المتسامحين والمُحسنين.
2. سورة المائدة (13):
“فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”
تدعو الآية إلى التسامح وإصلاح ذات البين، وتؤكد أن من عفا وأصلح فله أجر عظيم عند الله تعالى.
3. سورة النور (22):
“وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”
توجّه الآية المؤمنين إلى ضرورة الرد على الإساءة بالإحسان، وأن التسامح والعفو عن المسيء أفضل من الانتقام منه.
4. سورة الشورى (40):
“وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”
تؤكد الآية على مبدأ المعاملة بالمثل، وتحث على التسامح والعفو عن المسيء، وتؤكد على أن من عفا وأصلح فله أجر عظيم عند الله تعالى.
5. سورة يوسف (92):
“وَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ مَا لَكُمْ تَتَنَاجَوْنَ فَقَالُوا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِهِ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ”
تبين الآية قصة إخوة يوسف عليه السلام وكيف تآمروا عليه وألقوه في البئر، وكيف تابوا بعد ذلك وتسامحوا معه.
6. سورة غافر (7):
“وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ”
تدعو الآية المؤمنين إلى التسامح مع من تاب وأناب إلى الله تعالى، وتبشرهم بالأجر العظيم.
7. سورة الأنفال (61):
“فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ”
كما دعا الإسلام إلى تسامح مع من تاب وعاد إلى دين الله وكف عن معاداة المسلمين فجعل المسلمون في حل منه مهما كان ماضيه.
الخاتمة
إن التسامح من أهم القيم الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، لما له من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، فهو يقوي أواصر المحبة والألفة بين الناس، ويبعدهم عن الحقد والضغينة والعداوة، وينشر السلام والوئام في المجتمع.