آيات عن السلوك

No images found for آيات عن السلوك

المقدمة:

تعتبر السلوك من أبرز السمات التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، فهي مجموعة الأفعال والتصرفات التي يقوم بها الإنسان في حياته، وتؤثر هذه السلوكيات بشكل كبير على حياته وعلى حياة الآخرين، فيمكن أن تكون إيجابية وتساهم في بناء المجتمع وتقدمه، ويمكن أن تكون سلبية وتؤدي إلى تدهور المجتمع وانتشار الفساد الأخلاقي. ولقد تناول القرآن الكريم موضوع السلوكيات بشكل مفصل، فبين أهميتها وأثرها على حياة الإنسان، كما حدد الأسس والمعايير التي يجب أن تحكم هذه السلوكيات.

1. أهمية السلوكيات في حياة الإنسان:

تعكس السلوكيات شخصية الإنسان وأخلاقه: فالسلوكيات الحميدة تدل على أن صاحبها يتمتع بأخلاق فاضلة، بينما السلوكيات السيئة تدل على أن صاحبها يتمتع بأخلاق ذميمة.

تؤثر السلوكيات على حياة الإنسان: فالسلوكيات الايجابية تساهم في تحقيق السعادة والنجاح في الحياة، بينما السلوكيات السلبية تؤدي إلى التعاسة والفشل.

تؤثر السلوكيات على حياة الآخرين: فالسلوكيات الجيدة تساهم في تحسين العلاقات الاجتماعية وتقوية الروابط بين الناس، بينما السلوكيات السيئة تتسبب في تدهور العلاقات الاجتماعية وانتشار العداوات.

2. الآيات الدالة على أهمية السلوكيات:

قال تعالى: “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فأولئك لهم أجر غير ممنون”. (التين: 4-6)

قال تعالى: “من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”. (النحل: 97)

قال تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى”. (النجم: 39-41)

3. الأسس والمعايير التي يجب أن تحكم السلوكيات:

العقيدة الصحيحة: يجب أن تستند السلوكيات إلى العقيدة الصحيحة والإيمان بالله تعالى وبرسله وكتبه.

الأخلاق الفاضلة: يجب أن تكون السلوكيات متوافقة مع الأخلاق الفاضلة التي حث عليها الإسلام، مثل الصدق والأمانة والعدل والإحسان إلى الآخرين.

المصلحة العامة: يجب أن تراعي السلوكيات المصلحة العامة للمجتمع، وألا تضر بمصالح الآخرين.

4. الآيات الدالة على الأسس والمعايير التي يجب أن تحكم السلوكيات:

قال تعالى: “وأنزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين”. (النحل: 89)

قال تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”. (الحشر: 7)

قال تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”. (المائدة: 2)

5. آفات السلوكيات:

هناك العديد من الآفات التي يمكن أن تصيب السلوكيات، ومن أبرز هذه الآفات:

الحسد: وهو تمني زوال النعم عن الآخرين، وهو من أخطر الآفات التي يمكن أن تصيب السلوكيات، فهو يدفع الإنسان إلى إيذاء الآخرين والتسبب في ضرر لهم.

الكبر: وهو الشعور بالتعالي على الآخرين والازدراء بهم، وهو من الآفات التي تؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية وانتشار العداوات.

الظلم: وهو التعدي على حقوق الآخرين وإلحاق الضرر بهم، وهو من أخطر الآفات التي يمكن أن تصيب السلوكيات، فهو يؤدي إلى الظلم والفساد في المجتمع.

6. علاج آفات السلوكيات:

مراقبة الله تعالى: يجب على الإنسان أن يراقب الله تعالى في جميع أقواله وأفعاله، وأن يتجنب كل ما يغضبه.

التربية الصحيحة: يجب على الآباء والأمهات أن يربوا أبناءهم على الأخلاق الفاضلة، وأن يغرسوا فيهم حب الخير والبر والتقوى.

مجالسة أهل الصلاح: يجب على الإنسان أن يجلس مع أهل الصلاح والتقوى، وأن يأخذ منهم العلم والأخلاق الحسنة.

7. خاتمة:

إن السلوكيات من الأمور المهمة التي يجب على الإنسان أن يهتم بها، فهي تعكس شخصيته وأخلاقه وتؤثر على حياته وعلى حياة الآخرين. ولقد تناول القرآن الكريم موضوع السلوكيات بشكل مفصل، فبين أهميتها وأثرها على حياة الإنسان، كما حدد الأسس والمعايير التي يجب أن تحكم هذه السلوكيات، وحذر من آفات السلوكيات وبيّن طرق علاجها.

أضف تعليق