المقدمة:
الصحة هي نعمة عظيمة من الله عز وجل، وهي أساس الحياة السعيدة والمثمرة. وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الاهتمام بالصحة والحفاظ عليها، وتبين أهميتها في حياة الإنسان. وأنه كما يجب علينا أن نتحرى الحلال في مأكولاتنا وملبسنا، يجب علينا أيضًا أن نتحرى الحلال في حياتنا، وهذا يشمل صحتنا.
1. أهمية الصحة في الإسلام:
قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة: 195).
إنفاق المال في سبيل الله هو عمل صالح، لكن إلقاء النفس في التهلكة هو عمل سيء. وقد فسر العلماء إلقاء النفس في التهلكة بأنه يشمل الإضرار بالصحة، مثل الإفراط في الأكل والشرب، وتناول الأطعمة غير الصحية، والإهمال في ممارسة الرياضة.
وقال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29).
قتل النفس هو من أكبر الكبائر، وهو يشمل الإضرار بالصحة، مثل الإدمان على المخدرات والكحول، والانتحار.
2. الحفاظ على الصحة واجب شرعي:
قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (البقرة: 21).
اتقاء الله هو أن نمتنع عن كل ما نهانا عنه، ونفعل كل ما أمرنا به. وهذا يشمل الحفاظ على الصحة، لأنها نعمة من الله عز وجل.
وقال تعالى: {وَلَا تُحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} (المائدة: 87).
أحل الله لنا كل الطيبات، بشرط ألا تضر بصحتنا. لذلك، يجب علينا أن نعتدل في تناول الطعام والشراب، وأن نتجنب الأطعمة غير الصحية.
3. أسباب الأمراض:
قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم: 41).
الفساد في البر والبحر هو نتيجة لأفعال الناس السيئة، مثل الإسراف في استغلال الموارد الطبيعية، وتلويث البيئة، وإنتاج الأغذية غير الصحية.
وقال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (الشعراء: 80).
المرض هو ابتلاء من الله عز وجل، وهو قد يكون ناتجًا عن أسباب طبيعية، مثل الإصابة بالفيروسات والبكتيريا، أو قد يكون ناتجًا عن أسباب غير طبيعية، مثل الإضرار بالصحة.
4. الوقاية من الأمراض:
قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} (المؤمنون: 97-98).
الاستعاذة بالله من همزات الشياطين هي إحدى طرق الوقاية من الأمراض، لأن الشياطين تحاول إغواء الناس لفعل ما يضر بصحتهم.
وقال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31).
الإسراف في تناول الطعام والشراب هو أحد أسباب الأمراض، لذلك يجب علينا أن نعتدل في تناول الطعام والشراب.
5. علاج الأمراض:
قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (الشعراء: 80).
الله عز وجل هو الشافي الوحيد، وهو وحده القادر على شفاء الأمراض. وقد جعل الله عز وجل في الطب والغذاء الصحي شفاء للأمراض.
وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: 82).
القرآن الكريم هو شفاء ورحمة للمؤمنين، وقد وردت فيه العديد من الأدعية التي يمكن للمريض أن يدعو بها ربه عز وجل لشفائه.
6. الشكر على الصحة:
قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (إبراهيم: 7).
الشكر على الصحة هو من نعم الله عز وجل، وهو سبب لزيادة النعم. لذلك، يجب علينا أن نشكر الله عز وجل على الصحة، وأن نحافظ عليها.
وقال تعالى: {وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (إبراهيم: 7).
إذا شكرنا الله عز وجل على الصحة، فإنه سيزيدنا منها. لذلك، يجب علينا أن نحرص على شكر الله عز وجل على الصحة، وأن نستغلها في طاعته.
7. الدعاء بالصحة:
قال تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (البقرة: 201).
من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها ربه عز وجل أن يمن عليه بالصحة والعافية في الدنيا والآخرة.
وقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} (المؤمنون: 97-98).
من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها ربه عز وجل أن يحفظه من همزات الشياطين، وأن يبعد عنه الأمراض.
الخاتمة:
الصحة هي نعمة عظيمة من الله عز وجل، وهي أساس الحياة السعيدة والمثمرة. وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الاهتمام بالصحة والحفاظ عليها، وتبين أهميتها في حياة الإنسان. لذلك، يجب علينا أن نشكر الله عز وجل على الصحة، وأن نحافظ عليها، وأن ندعوه عز وجل أن يمن علينا بالصحة والعافية في الدنيا والآخرة.