أحاديث قدسية عن التوبة

أحاديث قدسية عن التوبة

مقدمة:

الأحاديث القدسية هي الأحاديث التي ثبت نسبتها إلى الله تعالى، وهي ليست من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد وردت أحاديث قدسية كثيرة عن التوبة، وهي تدل على عظم منزلة التوبة عند الله تعالى، وفضلها، وشروطها، وآثارها.

1. تعريف التوبة وأنواعها:

– التوبة في اللغة: هي الرجوع عن الذنب والإقلاع عنه.

– التوبة في الاصطلاح: هي الندم على الذنب والعزم على تركه والاستغفار منه.

– أنواع التوبة: ثلاثة أنواع: توبة النصوح، وتوبة الإقلاع، وتوبة الإنابة.

2. شروط التوبة:

– الإخلاص لله تعالى: فلا تكون التوبة لغير الله، ولا يقصد بها سوى مرضاته.

– الندم على الذنب: ولا بد أن يكون الندم صادقًا وناشئًا عن معرفة قبح الذنب وشناعته.

– العزم على ترك الذنب: ولا بد أن يكون العزم جازمًا وقويًا.

– رد المظالم: إن كان الذنب يتعلق بحقوق العباد، فلا بد من رد المظالم إليهم.

3. فضل التوبة:

– محو الذنوب: قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور:31).

– دخول الجنة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” (سنن ابن ماجه).

– محبة الله تعالى: قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة:222).

4. آثار التوبة:

– صفاء القلب: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا أذنب، ذنبًا سود في قلبه نقطة سوداء، فإن تاب منها، صقل قلبه، وإن عاد، زيد فيها، حتى تعلو على قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه: “كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (المطففين:14).

– زيادة الحسنات: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله يقبل التوبة عن عبده حتى تبلغ النفس الحلقوم” (سنن ابن ماجه).

– دعاء الملائكة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يفرح بتوبة عبده، فرحًا ما فرح أحد منكم بضالته وجدها” (سنن الترمذي).

5. التوبة من الكبائر:

– التوبة من الكبائر واجبة: قال تعالى: “وَأَنِيبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور:31).

– شروط التوبة من الكبائر: نفس شروط التوبة العادية، مع زيادة شرطين: اليأس من رحمة الله، والتمادي في الذنب.

– آثار التوبة من الكبائر: نفس آثار التوبة العادية، مع زيادة أثرين: دخول الجنة، ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء.

6. التوبة من الصغائر:

– التوبة من الصغائر مستحبة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ولا يقتل مسلم مسلمًا فيدخل النار” (صحيح البخاري).

– شروط التوبة من الصغائر: نفس شروط التوبة العادية.

– آثار التوبة من الصغائر: نفس آثار التوبة العادية.

7. التوبة في آخر العمر:

– التوبة في آخر العمر مقبولة: قال تعالى: “فَقُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر:53).

– شروط التوبة في آخر العمر: نفس شروط التوبة العادية.

– آثار التوبة في آخر العمر: نفس آثار التوبة العادية.

الخاتمة:

الأحاديث القدسية عن التوبة تدل على عظم منزلة التوبة عند الله تعالى، وفضلها، وشروطها، وآثارها. والتوبة واجبة على كل مسلم مذنب، سواء كان ذنبه صغيرًا أو كبيرًا. والتوبة مقبولة في أي وقت من العمر، ولكن التوبة في أول العمر أفضل من التوبة في آخر العمر.

أضف تعليق