أمثلة على خروج الخبر عن مقتضى الظاهر

أمثلة على خروج الخبر عن مقتضى الظاهر

مقدمة

إن خروج الخبر عن مقتضى الظاهر هو أحد أهم الظواهر اللغوية التي يكثر استعمالها في اللغة العربية، وينتج عنه معنى جديد للكلام يختلف عن المعنى الظاهر أو الحرفي للكلمات. وهناك العديد من الأمثلة على خروج الخبر عن مقتضى الظاهر، والتي يمكن تصنيفها إلى عدة فئات.

أولاً: خروج الخبر عن مقتضى الظاهر لوجود قرينة صارفة

وهذا النوع من الخروج عن مقتضى الظاهر يحدث عندما توجد قرينة صارفة تصرف الخبر عن معناه الظاهر إلى معنى آخر. والقرينة هي الدليل الذي يصرف الكلام عن ظاهره إلى معنى آخر، ويمكن أن تكون لفظية أو حالية أو مقامية.

أمثلة:

– قول الشاعر:

“رأيت أسداً يرمي الغزال برمحه ويمزق اللحم منه وهو حام”

والظاهر من هذا الكلام أن الأسد يرمي الغزال برمحه ويمزق اللحم منه وهو حي، ولكن القرينة اللفظية في قوله “وهو حام” تصرف الخبر عن هذا المعنى الظاهر إلى معنى آخر، وهو أن الأسد يرمي الغزال برمحه ويمزق اللحم منه بعد أن مات.

– قول الشاعر:

“وإذا رأت رجلاً له همة عليا تقول هذا شاعر مجنون”

والظاهر من هذا الكلام أن المرأة تقول للرجل ذي الهمة العالية أنه شاعر مجنون، ولكن القرينة الحالية في قوله “له همة عليا” تصرف الخبر عن هذا المعنى الظاهر إلى معنى آخر، وهو أن المرأة تقول للرجل ذي الهمة العالية أنه شاعر مبدع.

– قول الشاعر:

“ولو لم يكن في كفه غير روحه لفداك بها واصطبارك يسليه”

والظاهر من هذا الكلام أن الرجل يقدم روحه فداءً لمحبوبته، ولكن القرينة المقامية في قوله “واصطبارك يسليه” تصرف الخبر عن هذا المعنى الظاهر إلى معنى آخر، وهو أن الرجل يصبر على فراق محبوبته حتى يفرج الله كربته.

ثانياً: خروج الخبر عن مقتضى الظاهر لوجود مجاز

وهذا النوع من الخروج عن مقتضى الظاهر يحدث عندما يستخدم الكلام في غير معناه الحقيقي، ويطلق عليه اسم المجاز. والمجاز هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة بينهما، ويمكن أن يكون المجاز مرسلاً أو استعارة أو كناية.

أمثلة:

– قول الشاعر:

“والشمس طالعة على الآفاق تطلع مثل الجمرة الحمراء”

والظاهر من هذا الكلام أن الشمس تطلع مثل الجمرة الحمراء، ولكن هذا المعنى مجازي، إذ أن الشمس لا تطلع مثل الجمرة الحمراء في الحقيقة، وإنما يشبه الشاعر الشمس بالجمرة الحمراء في اللون.

– قول الشاعر:

“أسد علي وفي الحروب نعامة فتخالني من فرط جبنها جبلا”

والظاهر من هذا الكلام أن الشاعر أسد في الشجاعة ونعامة في الجبن، ولكن هذا المعنى مجازي، إذ أن الشاعر لا يكون أسداً في الشجاعة ونعامة في الجبن في الحقيقة، وإنما يشبه الشاعر نفسه بالأسد في الشجاعة وبالنعامة في الجبن.

– قول الشاعر:

“ولما قضى نحبه صرت بعده بمنزلة العين التي لا تراعها”

والظاهر من هذا الكلام أن الشاعر صار بعد موت حبيبه بمنزلة العين التي لا تراعها، ولكن هذا المعنى مجازي، إذ أن الشاعر لا يكون بمنزلة العين التي لا تراعها في الحقيقة، وإنما يشبه الشاعر نفسه بالع

أضف تعليق