أمثلة عن الاستعارة من القرآن الكريم

مقدمة

الاستعارة هي أحد أهم وأشهر أنواع المجاز التي يكثر استخدامها في اللغة العربية، ولها دور بارز في إبراز جمال اللغة وتصوير المعاني وتوضيحها، وتنقسم الاستعارة إلى عدة أنواع، منها: الاستعارة التصريحية، والاستعارة المكنية، والاستعارة بالكناية.

وتُستخدم الاستعارة في القرآن الكريم بكثرة، وذلك لما لها من دور كبير في إبراز المعاني وتصويرها بصورة واضحة وجلية، وتتنوع الاستعارات في القرآن الكريم وتشمل مختلف مجالات الحياة، ومن أمثلتها:

1. الاستعارة التصريحية

وتكون الاستعارة تصريحية عندما يتم ذكر المشبه به صراحة ووضوح، مع حذف المشبه، ومن أمثلة الاستعارة التصريحية في القرآن الكريم:

قوله تعالى: “وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ قِمَارًا وَالْقَمَرَ نُورًا”، حيث شبه الليل بالسكن، والشمس بالقمر، والقمر بالنور.

قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ”، حيث شبه الماء بالنبات، والنبات بالشيء.

قوله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبًّا الْحَصِيدَ”، حيث شبه الماء بالبركة، والجنة بالنبات، والحب بالحصاد.

2. الاستعارة المكنية

وتكون الاستعارة مكنية عندما يتم ذكر المشبه به فقط، مع حذف المشبه، ومن أمثلة الاستعارة المكنية في القرآن الكريم:

قوله تعالى: “أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ”، حيث شبه الظلمات بالبحر، والبحر باللج.

قوله تعالى: “كَمَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا”، حيث شبه الأرض بالنبات، والنبات بالأرض.

قوله تعالى: “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا”، حيث شبه الأرض بالبساط، والبساط بالأرض.

3. الاستعارة بالكناية

وتكون الاستعارة بالكناية عندما يتم ذكر شيء له علاقة بالمشبه به، مع حذف المشبه، ومن أمثلة الاستعارة بالكناية في القرآن الكريم:

قوله تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا”، حيث شبه أعمال الكافرين بالسراب، والسراب بالماء.

قوله تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَرِمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ”، حيث شبه أعمال الكافرين بالرماد، والرماد بالريح.

قوله تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَصَيْحَةٍ فِي وَادٍ أَصَمَّ”، حيث شبه أعمال الكافرين بالصيحة، والصيحة بالوادي.

4. أمثلة أخرى على الاستعارة في القرآن الكريم

قوله تعالى: “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَخْرَجْنَا بِهِ حَدَائِقَ غُلْبًا”، حيث شبه حدائق الجنة بالغلب، والغلب بالحدائق.

قوله تعالى: “وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ”، حيث شبه الأمثال بالنبات، والنبات بالأمثال.

قوله تعالى: “وَمَا يَسْطِيعُونَ لَهُ نَقْبًا”، حيث شبه نקב السماء بالنقرة، والنقرة بنقب السماء.

5. الاستعارة في الحديث النبوي الشريف

كما تستخدم الاستعارة في الحديث النبوي الشريف بكثرة، ومن أمثلة ذلك:

قوله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن كمثل النحلة، تأكل من كل زهرة ولا تضر”، حيث شبه المؤمن بالنحلة، والنحلة بالمؤمن.

قوله صلى الله عليه وسلم: “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء ضرّوا من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا”، حيث شبه القائمين على حدود الله بالراكبين في السفينة، والراكبين في السفينة بالقائمين على حدود الله.

قوله صلى الله عليه وسلم: “مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت”، حيث شبه حافظ القرآن الكريم بصاحب الإبل المعقلة، وصاحب الإبل المعقلة بحافظ القرآن الكريم.

6. الاستعارة في الشعر العربي

وتستخدم الاستعارة في الشعر العربي بكثرة أيضًا، ومن أمثلة ذلك:

قول الشاعر امرؤ القيس: “كأن مثار النقع فوق رءوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه”، حيث شبه مثار النقع بالليل، والليل بمثار النقع.

قول الشاعر المتنبي: “وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعري فالزمان يصدق”، حيث شبه الدهر برواة قصائده، ورواة قصائده بالدهر.

قول الشاعر أبو العلاء المعري: “فما أنت إلا مثل برق تألقا وأنت شهاب قبسُه لم يطُل”، حيث شبه نفسه بالبرق، والبرق بنفسه.

7. الاستعارة في النثر العربي

وتستخدم الاستعارة في النثر العربي بكثرة أيضًا، ومن أمثلة ذلك:

قول الكاتب الجاحظ: “والجهل داء عضال، والحمق مرض لا يرجى برؤه”، حيث شبه الجهل بالداء، والداء بالجهل.

قول الكاتب ابن المقفع: “والصبر مفتاح الفرج، والرضا كنز لا يفنى”، حيث شبه الصبر بالمفتاح، والمفتاح بالصبر.

قول الكاتب أبو حيان التوحيدي: “والعلم بحر لا ساحل له، والحكمة جوهرة لا تُقدر بثمن”، حيث شبه العلم بالبحر، والبحر بالعلم.

خاتمة

وتُعتبر الاستعارة من أهم وأشهر أدوات البلاغة في اللغة العربية، ويُكثر استخدامها في مختلف مجالات الكلام، سواء في القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف أو الشعر العربي أو النثر العربي. وتُساهم الاستعارة في إبراز المعاني وتصويرها بصورة واضحة وجلية، وتعطي للكلام رونقًا وجمالًا خاصًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *