المجاز المرسل
المجاز المرسل هو أحد أنواع المجاز اللغوي الذي يُستخدم فيه اللفظ في غير معناه الحقيقي، ويكون ذلك من خلال إضافة معنى جديد إلى اللفظ أو حذف معنى منه، أو تغيير معناه الأصلي. ويُسمّى بالمرسل لأن المتكلم يُرسله دون أن يُوضحه أو يفسره بشكل واضح، ويعتمد على فهم المتلقي واستنباطه للمعنى المقصود.
أنواع المجاز المرسل
ينقسم المجاز المرسل إلى عدة أنواع، منها:
1. الاستعارة: وهو أن يُستخدم اللفظ في معنى آخر غير معناه الحقيقي، ويكون هناك وجه شبه بين المعنيين، مثل قولنا “أشرقت الشمس” فالشمس لا تُشرق حقيقةً، ولكن يُشبه خروجها من الأفق بظهور نجم في السماء.
2. الكناية: وهو أن يُستخدم اللفظ في غير معناه الحقيقي، ويكون هناك علاقة سببية بين المعنيين، مثل قولنا “شرب كأسًا من الماء” والكأس هنا لا تُشرب، ولكن يُشرب ما فيها.
3. التجسيد: وهو أن يُنسب الفعل إلى الجماد أو المجرد، مثل قولنا “ضحكت السماء” والسماء لا تُضحك، ولكن يُشبه خروج الشمس منها بضحك الإنسان.
4. التحقيق: وهو أن يُستخدم اللفظ في معناه الحقيقي، ولكن يُبالغ فيه حتى يُصبح مجازًا، مثل قولنا “أكل الجراد الأخضر واليابس” والجراد لا يأكل الأخضر واليابس حقيقةً، ولكن يُبالغ في أكله حتى يُشبه بذلك.
5. المبالغة: وهو أن يُستخدم اللفظ في معناه الحقيقي، ولكن يُبالغ فيه حتى يُصبح مجازًا، مثل قولنا “مات من الضحك” والميت لا يموت من الضحك، ولكن يُبالغ في ضحكه حتى يُشبه بذلك.
6. التصغير: وهو أن يُستخدم اللفظ في معناه الحقيقي، ولكن يُصغّره حتى يُصبح مجازًا، مثل قولنا “لديه قلب صغير” والقلب لا يُصغّر حقيقةً، ولكن يُصغّر مجازًا للإشارة إلى ضعفه أو بخله.
7. التكبير: وهو أن يُستخدم اللفظ في معناه الحقيقي، ولكن يُكبّره حتى يُصبح مجازًا، مثل قولنا “لديه عقل كبير” والعقل لا يُكبّر حقيقةً، ولكن يُكبّر مجازًا للإشارة إلى ذكائه أو حكمته.
أمثلة على المجاز المرسل
1. الاستعارة:
“أشرقت الشمس” (الشمس لا تُشرق حقيقةً، ولكن يُشبه خروجها من الأفق بظهور نجم في السماء).
“غابت الشمس” (الشمس لا تغيب حقيقةً، ولكن يُشبه دخولها في الأفق باختفاء نجم في السماء).
“ضاحكت السماء” (السماء لا تضحك حقيقةً، ولكن يُشبه خروج الشمس منها بضحك الإنسان).
“بكى البحر” (البحر لا يبكي حقيقةً، ولكن يُشبه اضطرابه ببكاء الإنسان).
“تنهدت الريح” (الريح لا تتنهد حقيقةً، ولكن يُشبه هبوبها بتنهد الإنسان).
2. الكناية:
“شرب كأسًا من الماء” (الكأس لا تُشرب، ولكن يُشرب ما فيها).
“أكل طبقًا من الطعام” (الطبق لا يُؤكل، ولكن يُؤكل ما فيه).
“ارتدى حذاءً جديدًا” (الحذاء لا يُرتدى، ولكن يُرتدى في القدم).
“حمل حقيبة ثقيلة” (الحقيبة لا تُحمل، ولكن يُحمل ما فيها).
“ركب سيارة فارهة” (السيارة لا تُركب، ولكن تُركب فيها).
3. التجسيد:
“ضحكت السماء” (السماء لا تُضحك، ولكن يُشبه خروج الشمس منها بضحك الإنسان).
“بكى البحر” (البحر لا يبكي حقيقةً، ولكن يُشبه اضطرابه ببكاء الإنسان).
“تنهدت الريح” (الريح لا تتنهد حقيقةً، ولكن يُشبه هبوبها بتنهد الإنسان).
“غضب البركان” (البركان لا يغضب حقيقةً، ولكن يُشبه ثورانه بغضب الإنسان).
“نامت الأرض” (الأرض لا تنام حقيقةً، ولكن يُشبه سكونها بنوم الإنسان).
4. التحقيق:
“أكل الجراد الأخضر واليابس” (الجراد لا يأكل الأخضر واليابس حقيقةً، ولكن يُبالغ في أكله حتى يُشبه بذلك).
“شرب البحر ماء النهر” (البحر لا يشرب ماء النهر حقيقةً، ولكن يُبالغ في دخول ماء النهر فيه حتى يُشبه بذلك).
“حمل الجبل على ظهره” (الجبل لا يُحمل على الظهر حقيقةً، ولكن يُبالغ في ضخامته حتى يُشبه بذلك).
“أكل الأسد الفيل” (الأسد لا يأكل الفيل حقيقةً، ولكن يُبالغ في قوته حتى يُشبه بذلك).
“طارت الطائرة في السماء” (الطائرة لا تطير في السماء حقيقةً، ولكن يُبالغ في سرعتها حتى يُشبه بذلك).
5. المبالغة:
“مات من الضحك” (الميت لا يموت من الضحك، ولكن يُبالغ في ضحكه حتى يُشبه بذلك).
“بكى حتى جفت الدموع” (الباكي لا يبكي حتى تجف الدموع، ولكن يُبالغ في بكائه حتى يُشبه بذلك).
“ركض حتى كاد يطير” (الراكض لا يركض حتى يكاد يطير