No images found for أمثلة عن المجاز في القرآن الكريم
المقدمة:
المجاز في اللغة هو استعمال اللفظ في غير معناه الأصلي، وذلك لقصد إثارة صورة ذهنية أو عاطفية أو إضفاء جمالية على الكلام. وقد استعمل المجاز في القرآن الكريم على نطاق واسع، وذلك لتحقيق أغراض بلاغية مختلفة، منها: التشبيه، والاستعارة، والكناية، والإلهام، والإيجاز، والتفخيم، والتحقير. وفي هذا المقال، سنعرض أمثلة مختلفة على المجاز في القرآن الكريم، موضحين معانيها الأصلية والفرعية، وذلك حتى تتضح الصورة البلاغية التي أرادها القرآن الكريم من استخدام المجاز.
1- المجاز المرسل:
المجاز المرسل هو استعمال اللفظ في غير معناه الأصلي، وذلك لوجود علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى الفرعي. ويُقسم المجاز المرسل إلى قسمين:
• المجاز المفرد: وهو استعمال لفظ واحد في غير معناه الأصلي، وذلك لوجود علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى الفرعي. ومن أمثلة المجاز المفرد في القرآن الكريم:
– قال تعالى: (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (سورة الروم، الآية 24). فالمعنى الأصلي لكلمة “ماء” هو السائل الذي ينزل من السماء، أما المعنى الفرعي فهو الرحمة والخصوبة والخيرات التي تنزل من السماء على الأرض.
– قال تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا) (سورة الجمعة، الآية 11). فالمعنى الأصلي لكلمة “تجارة” هو البيع والشراء، أما المعنى الفرعي فهو الربح والمال والثروة.
• المجاز الكلي: وهو استعمال جميع ألفاظ الجملة في غير معانيها الأصلية، وذلك لوجود علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى الفرعي. ومن أمثلة المجاز الكلي في القرآن الكريم:
– قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ) (سورة النساء، الآية 66). فالمعنى الأصلي للجملة هو أنه لو أمرناهم بقتل أنفسهم أو الخروج من ديارهم، لما فعلوا ذلك إلا قليل منهم، أما المعنى الفرعي للجملة هو أنه لو أمرناهم بالجهاد أو الهجرة، لما فعلوه إلا قليل منهم.
– قال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) (سورة المنافقون، الآية 4). فالمعنى الأصلي للجملة هو أنه عندما ترى المنافقين، فإنك تنبهر بأجسادهم وتصغي إلى أقوالهم وكأنهم أعمدة خشبية منصوبة، أما المعنى الفرعي للجملة هو أن المنافقين فارغون من الداخل ولا قيمة لهم.
2- الاستعارة التصريحية:
الاستعارة التصريحية هي استعمال اللفظ في غير معناه الأصلي، وذلك مع ذكر المشبه به. ويُقسم الاستعارة التصريحية إلى قسمين:
• الاستعارة المفردة: وهي استعمال لفظ واحد في غير معناه الأصلي، وذلك مع ذكر المشبه به. ومن أمثلة الاستعارة المفردة في القرآن الكريم:
– قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) (سورة يس، الآية 38). فالمعنى الأصلي لكلمة “تجري” هو السير بسرعة، أما المعنى الفرعي هو الحركة المنتظمة والمتواصلة.
– قال تعالى: (وَاللَّيْلُ إِذَا يَغْشَى) (سورة التكوير، الآية 1). فالمعنى الأصلي لكلمة “يغشى” هو الستر والتغطية، أما المعنى الفرعي هو حلول الظلام.
• الاستعارة المركبة: وهي استعمال جملة أو أكثر في غير معناها الأصلي، وذلك مع ذكر المشبه به. ومن أمثلة الاستعارة المركبة في القرآن الكريم:
– قال تعالى: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (سورة العنكبوت، الآية 64). فالمعنى الأصلي للجملة هو أن هذه الحياة الدنيا مجرد لهو ولعب، وأن الحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة، أما المعنى الفرعي للجملة هو أن هذه الحياة الدنيا زائلة وفانية، وأن الحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة التي لا تزول.
– قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَنَسُومُهُمْ عَذَابًا غَلِيظًا) (سورة الأنبياء، الآية 25). فالمعنى الأصلي للجملة هو أننا سنذيق الذين كفروا بآياتنا عذابًا شديدًا، أما المعنى الفرعي للجملة هو أننا سنعاقب الذين كفروا بآياتنا عقابًا شديدًا.
3- الاستعارة المكنية:
الاستعارة المكنية هي استعمال اللفظ في غير معناه الأصلي، وذلك مع حذف المشبه