أنا أغنى الشركاء عن الشرك

أنا أغنى الشركاء عن الشرك

أنا أغنى الشركاء عن الشرك

مقدمة

إن الشرك بالله تعالى هو من أعظم الذنوب وأخطرها، وهو من أسباب عذاب النار الأليم، والشرك هو إشراك أحد مع الله تعالى في عبادته أو في ربوبيته أو في أسمائه وصفاته، وقد حذر الله تعالى من الشرك ولعنه على المشركين، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].

أنواع الشرك

هناك أنواع عديدة من الشرك، منها:

1. الشرك في الألوهية: وهو أن يعبد المشرك مع الله تعالى إلهًا أو معبودًا آخر، وهذا هو أكبر أنواع الشرك وأعظمها، وهو من أسباب عذاب النار الأليم، قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 48].

2. الشرك في الربوبية: وهو أن يعتقد المشرك أن هناك ربًا أو خالقًا غير الله تعالى، أو أن يعتقد أن هناك من يتحكم في الكون ويصرفه غير الله تعالى، وهذا أيضًا من أنواع الشرك الأكبر، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت: 15].

3. الشرك في الأسماء والصفات: وهو أن يعتقد المشرك أن هناك من يشاركه الله تعالى في أسمائه أو صفاته، وهذا أيضًا من أنواع الشرك الأكبر، قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 255].

4. الشرك في العبادة: وهو أن يوجه المشرك عبادته إلى غير الله تعالى، وهذا أيضًا من أنواع الشرك الأكبر، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].

5. الشرك في النذر: وهو أن ينذر المشرك شيئًا لغير الله تعالى، وهذا أيضًا من أنواع الشرك الأكبر، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ بِأَيَّانِ يُبْعَثُونَ} [النحل: 20].

6. الشرك في الدعاء: وهو أن يدعو المشرك غير الله تعالى، وهذا أيضًا من أنواع الشرك الأكبر، قال تعالى: {وَدَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].

7. الشرك في التوكل: وهو أن يتوكل المشرك على غير الله تعالى، وهذا أيضًا من أنواع الشرك الأكبر، قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].

أسباب الشرك

هناك أسباب عديدة للشرك، منها:

1. الجهل: وهو من أهم أسباب الشرك، فالشخص الذي لا يعرف الله تعالى ولا يعرف صفاته ولا أسماءه لا يمكن أن يعبده حق العبادة، وقد قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 66].

2. الغرور: وهو من أسباب الشرك أيضًا، فالشخص الذي يرى نفسه أفضل من غيره ويعتقد أنه لا يحتاج إلى أحد إلا نفسه، قد يقع في الشرك بالله تعالى، وقد قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38].

3. حب الدنيا: وهو من أسباب الشرك أيضًا، فالشخص الذي يحب الدنيا ويرغب فيها أكثر من رغبة في الآخرة، قد يقع في الشرك بالله تعالى، وقد قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 18].

4. تقليد الآباء والأجداد: وهو من أسباب الشرك أيضًا، فالشخص الذي يقلد آباءه وأجداده في عبادتهم دون أن يتأكد من صحة هذه العبادة، قد يقع في الشرك بالله تعالى، وقد قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [المائدة: 104].

5. الخوف من الفقر: وهو من أسباب الشرك أيضًا، فالشخص الذي يخاف من الفقر قد يقع في الشرك بالله تعالى، وقد قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ} [النحل: 106].

6. الرغبة في الفوز بالسلطة: وهو من أسباب الشرك أيضًا، فالشخص الذي يرغب في الفوز بالسلطة قد يقع في الشرك بالله تعالى، وقد قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ مَا أَرَاكُمْ إِلَّا مُسْحَرِينَ} [الشعراء: 35].

7. اتباع الهوى: وهو من أسباب الشرك أيضًا، فالشخص الذي يتبع هواه قد يقع في الشرك بالله تعالى، وقد قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} [الجاثية: 23].

أضرار الشرك

هناك أضرار عديدة للشرك، منها:

1. الشرك يبطل الإيمان: قال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ م

أضف تعليق