إعراب يرضى الله عن المحسنين

إعراب يرضى الله عن المحسنين

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده أن جعل لهم منازل عليا في الجنة، وجعل لهم درجات عالية في الآخرة، وذلك مقابل أعمالهم الصالحة وإحسانهم إلى أنفسهم وإلى غيرهم، قال تعالى: “إن الله لا يضيع أجر المحسنين”.

ومن أعظم درجات الإحسان التي يحبها الله تعالى ويرضى عنها، هو الإحسان إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين، قال تعالى: “ويمدهم بما رزقهم الله من فضله”، وقال تعالى: “ولا تنسوا الفضل بينكم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.

أولاً: معنى يرضى الله عن المحسنين

الرضى هو ضد السخط، وهو الميل إلى الشيء واستحسانه، والمحسن هو من أحسن إلى نفسه وإلى غيره، فإذا رضي الله عن المحسنين، فهذا يعني أنه يحبهم ويثيبهم على إحسانهم.

ثانياً: دلائل رضا الله عن المحسنين

1- قال تعالى: “إن الله يحب المحسنين”، وقال تعالى: “والله يحب المتقين”، والمحسنون هم الذين يتقون الله تعالى ويطيعونه وينتهون عن معاصيه.

2- قال تعالى: “وعد الله المتقين منهم والمحسنين جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر”، فوعد الله المحسنين جنات النعيم ورضوانه الذي هو أكبر من كل نعيم.

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الله تعالى: إن الراحمين يرحمهم الرحمن، فارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء”، وهذا الحديث يدل على أن الله تعالى يحب المحسنين ويرضى عنهم ويثيبهم برحمته في الدنيا والآخرة.

ثالثاً: أنواع الإحسان إلى الفقراء والمساكين

1- إعطاء المال للفقراء والمساكين: وهذا من أفضل أنواع الإحسان، وقد حث عليه الإسلام كثيراً، قال تعالى: “وآتوا الزكاة”، وقال تعالى: “ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تصدقوا ولو بشق تمرة”.

2- إطعام الطعام للفقراء والمساكين: وهذا أيضاً من أفضل أنواع الإحسان، وقد حث عليه الإسلام كثيراً، قال تعالى: “وإطعام الطعام”، وقال تعالى: “هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مؤمن يطعم مؤمناً طعاماً إلا كان أجره كأجر من جهزه حتى يموت”.

3- كسوة الفقراء والمساكين: وهذا أيضاً من أفضل أنواع الإحسان، وقد حث عليه الإسلام كثيراً، قال تعالى: “وآتوا الفقراء حقهم”، وقال تعالى: “وإذا كسوهم وأطعموهم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كسا أخاه المسلم ثوباً كان له أجره مثل أجره”.

رابعاً: فضل الإحسان إلى الفقراء والمساكين

1- قال تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة”، فالإحسان إلى الفقراء والمساكين قرض لله تعالى، وهو يضاعفه لصاحبه أضعافاً كثيرة في الدنيا والآخرة.

2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الليل والصائم النهار”، فالساعي على الفقراء والمساكين له أجر عظيم عند الله تعالى، وهو في منزلة المجاهد في سبيل الله والقائم الليل والصائم النهار.

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”، فرج الله عن المحسنين كرب الدنيا والآخرة، وأدخلهم جنات النعيم ورضوانه الذي هو أكبر من كل نعيم.

خامساً: آداب الإحسان إلى الفقراء والمساكين

1- يجب أن يكون الإحسان خالصاً لوجه الله تعالى، ولا يُبتغى به أي مقابل من الناس، قال تعالى: “في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم”، وقال تعالى: “وإذا أحسستم فقولوا خيراً أو أعرضوا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى”.

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *